وقال أبو عبيدة : اللائق به أن يكون مفتوحا منعصف الوادي ووسطه أو منقطعه أو منحناه ، أو لا يسمى جزعا حتى تكون له سعة تنبت الشجر أو هو مكان بالوادي لا شجر فيه ، وربما كان رملا ، ومحلة القوم ، والمشرف من الأرض إلى جنبه طمأنينة جزع الأرض والوادي ، كمنع قطعة أو عرضا ، والجزع ويكسر الخرز اليماني الصيني ، فيه بياض وسواد ، تشبه به العين ، والتختم به يورث الهم والحزن والأحلام المفزعة ومخاصمة الناس كذا في القاموس (١).
وما أحسن ما قال :
ألا إن وادي الجزع أضحى ترابه |
|
من اللمس كافورّا وأعواده ندا |
وما ذاك إلا أن (٢) عليا عشية |
|
تمشت وجرت في جوانبه بردا |
ويطلق الجزع بالكسر اليوم على مواضع بالمدينة المنورة أشهرها جزع قباء وما في غربي قباء ، وقبلتها من الآبار فماؤه أعذب أمواء المدينة المنورة فائدة الماء همزية عن الهاء وهو جوهر لطيف سيال يتلون بلون آنائه ، وفي شرح الهمزية لابن حجر قيل لا لون له وإنما يتكيف بلون مقابلة والحق خلافه فقيل أبيض وقيل أسود والأسودان التمر والماء.
وما أحسن ما قال :
في خده عرق بدا |
|
ذا حمرة لصفائه |
هذا يحقق قولهم |
|
الماء لون إنائه |
قال البصير في التذكرة ، الماء اجل (٣) العناصر البدنية بعد الهواء على الأصح لبقاء البدن بدونه أكثر من بقائه بدون الهواء وتختلف باختلاف الأصل والسن والمزاج والزمان ، أجوده الخالص من ماء المطر القاطر وقت صفاء الجو ولم يخالطه مكدر فالجاري مكشوفا من البعد في أرض حرة أو حجر إلى الشرق أو الشمال النقي الأحجار المهري لما طبخ فيه بسرعة الخفيف الوزن ونيل مصر أجمع لهذه الصفات ثم دجلة ثم جيحون فالمطر فالمطبوخ فماء العين المستعمل فالبئر وكل ما تحرك أو جرى فجيد ، والصحيح عدم اختصاصه بدرجة في البرودة ، يبلغ القداء أقصى الأعماق لأنه غذاء على الصحيح لعدم انعقاده ، حافظ للرطوبات الإفراط منه يرخى ويعد ويهزل ، كما أن تركه يجفف ويورث السدد. والجاري منه مغمورا أو في رصاص ، وطويل المكث والمكبرت
__________________
(*) انظر القاموس المحيط للفيروزآبادي ٣ / ١٢ ـ ١٣).
(١) سقط من ب.
(٢) في ب [أجن].