لأن المجد قال اجمعوا فيه على تثنية التاء وفتح الراء وهي مدينة بحضرموت وقيل قرية باليمامة وقيل غير ذلك وأنشدوا :
يا ابن الكرام اعد في الدهر فكر فتى |
|
له بشطر به تحويل وتقليب |
لا تعتبن على عرقوب واحدة |
|
وكل من فوقها في الوعد عرقوب |
وحكى ابن حجر في الجوهر حديث أريت (١) دار هجرتكم بسبخة بين ظهراني حرتين اما أن تكون هجرا ويثرب وفي الصحيحين انه عليه الصلاة والسلام قال هي يثرب (٢).
قال أبو عبيدة : يثرب اسم أرض ، ومدينة النبي صلى الله تعالى وسلم عليه في ناحية منها. وقال ابن زبالة : كانت يثرب أم قرى المدينة وهي ما بين طرف قناة إلى طرف الجرف وبين المال الذي يقال له البرني إلى زبالة.
فائدة : قيل : إن تبعا لما قدم المدينة بعث رائده ينظر إلى مراعي المدينة فأتاه فقال : أما قناة فحب ولا تبن وأما الجرار فلا حب ولا تبن وأما الجرف فالحب والتبن والمختار اليوم للزرع عند أهل المدينة أرض العريض.
قصة : قيل : إن العماليق سكنت مكة والمدينة وكانت الحجاز أشجر بلاد الله وأطهر ماء ثم إنها عثت فبعث [الله](٣) موسى عليهالسلام إليهم [بعث موسى](٤) جندا من بني إسرائيل فقتلوهم بالحجاز ويروى ان ضبعا رؤيت مع أولادها رابضة في عجاج عين رجل من العماليق وفي تاريخ المقريزي يحكى أن سبعة عشر رجلا استظلت في قحف رجل من بني إسرائيل وكان يمضي في ذلك الزمان أربعمائة سنة ولم يسمع بجنازة كذا في الدرة اليتيمة (٥) وأما مسجد الإجابة فهو لبني معاوية في شمالي البقيع على يسار السالك إلى العريض وسط تلول وفي مسلم انه صلى الله تعالى وسلم عليه ركع فيه ركعتين وصلينا معه فدعى ربه طويلا ثم انصرف (٦) إلينا فقال سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يهلك أمتي بالسنة (٧) فأعطانيها وسألته أن لا يهلك أمتي
__________________
(١) في ب [أرأيت].
(٢) لم أجده.
(٣) سقط من أ.
(٤) سقط من أ.
(٥) في ب [الثمينة].
(٦) في ب [التفت].
(*) أي لا أهلكهم بقحط يعمهم بل ان وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام فلله الحق والشكر على جميع نعمه.
انظر شرح صحيح مسلم للنووي (١٨ / ١٤).