وقال آخر :
أمر له وبه ومنه تعينت |
|
أعياننا ووجودنا المتلبس |
وحقيقة طوت البعيد خرامة |
|
نجد وليت [ألقاب](١) طي العس |
ووراء ذلك ولا أشير لأنه |
|
سر لسان النطق عنه أخرس |
وقال :
وجود غيرك يأكل المنى عدم |
|
وأي غير وأنت الكل لو علموا |
هام الورى بمعان [فيك](٢) قد جمعت |
|
وكلهم لك عشاق وما فهموا |
ومن محاسنها أن سائر بلاد الإسلام [فتحت](٣) بالسيف. وافتتحت حصن بالقرآن العظيم ، وأنه يبعث [منها](٤) أشراف هذه الأمة يوم القيامة. على ما نقله القاضي عياض من المدارك عن مالك.
ومن محاسنها «تحريكه عليهالسلام دابته عند قدومه إليها إذا أبصر منازلها (٥) ودعاؤه لها بالبركة» (٦)(٧). وقوله : «غيروا فقد سبق المفردون» (٨).
__________________
(١) في ب [الغابي].
(٢) في أ [قبل].
(٣) في أ [افتتحت].
(٤) سقط من ب.
(٥) أخرجه البخاري في فضائل المدينة (٤ / ١١٧) ـ الحديث (١٨٨٦). والترمذي في الدعوات (٥ / ٤٩٩) ـ الحديث (٣٤٤١) ـ والبغوي في شرح السنة (٧ / ٣١٥) ـ الحديث (٢٠١١).
(٦) استدل به عن تفضيل المدينة على مكة وهو ظاهر من هذه الجهة لكن لا يلزم من حصول أفضلية المفضول في شيء من الأشياء ثبوت الأفضلية له على الإطلاق ، وأما من ناقض ذلك بأنه يلزم أن يكون الشام واليمن أفضل من مكة لقوله في الحديث الآخر «اللهم بارك لنا في شامنا» وأعادها ثلاثّا. فقد تعقب بأن التأكيد لا يستلزم التكثير المصرّح به في الحديث.
وقال ابن حزم : لا حجة في الحديث بأن تكثير البركة بها لا يستلزم الفضل في أمور الآخرة. ورده عياض بأن البركة أعم من أن تكون في أمور الدين أو الدنيا ، لأنها بمعنى النماء والزيادة ، فأما في الأمور الدينية فلما يتعلق بها من حق الله تعالى من الزكاة والكفارات ولا سيما في وقوع البركة في الصاع والمد. انظر / فتح الباري (٤ / ١٨٧). قال الشيخ النووي : والظاهر من هذا كله أن البركة في نفس المكيل في المدينة بحيث يكفي المد فيها لمن لا يكفيه في غيرها والله أعلم. انظر / شرح صحيح مسلم للنووي (٩ / ١٤٢). قال الحافظ ابن حجر : وقال القرطبي : إذا وجدت البركة فيها في وقت حصلت إجابة الدعوة ولا يستلزم دوامها في كل حين ولكل شخص.
انظر / فتح الباري (٤ / ١١٨).
(٧) متفق عليه : أخرجه البخاري في فضائل المدينة (٤ / ١١٧) ـ الحديث (١٨٨٥.
ومسلم في الحج (٢ / ٩٩٤) ـ الحديث (٤٦٦).
(٨) لم أجده ، والتقصير منا ـ طالب العلم : محمد فارس.