وفي رواية لن يدخل النار من رآني كذا في التحفة الفاخرة في إصلاح الدنيا والآخرة ، وفي المواهب اللدنية عنه عليه [الصلاة](١) السلام «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة. أو فكأنما رآني في اليقظة ولا يتمثل بي الشيطان».
وعنه : «من رآني في المنام فقد رآني. إنه لا ينبغي الشيطان أن يتمثل في صورتي (٢).
قال القاضي أبو بكر بن العربي : رؤيته صلّى الله تعالى وسلم عليه بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير [صفته](٣) إدراك المثال فإنه الصواب ان الأنبياء [عليهمالسلام] لا تغيرهم الأرض فيكون إدراك الذات الكريمة حقيقة وإدراك الصفات
__________________
ـ عليهمالسلام – بالمعجزة وكما استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة ، ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يوثق بما جاء به مخافة من هذا التصور فحماها الله تعالى من الشيطان ، ونزعه ووسوسته وإلقائه وكيده ، وكذا حمى رؤيتهم أنفسهم. انظر / شرح صحيح مسلم للنووي (١٥ / ٢٥). قال الحافظ ابن حجر : قلت : ويظهر لي في التوفيق بين جميع ما ذكروه أن من رآه على صفة أو أكثر مما يختص به فقد رآه ولو كانت سائر الصفات مخالفة ، وعلى ذلك فتتفاوت رؤيا من رآه فمن رآه على هيئته الكاملة فرؤياه الحق الذي لا يحتاج إلى تعبير وعليها يتنزل قوله [فقد رأى الحق] ، ومهما نقص من صفاته فيدخل التأويل بحسب ذلك ، ويصح إطلاق أن كل من رآه في أي حالة كانت من ذلك فقد رآه حقيقة. انظر / فتح الباري (١٢ / ٤٠٤).
(٢) متفق عليه : أخرجه البخاري في التعبير (١٢ / ٤٠٠) ـ الحديث (٦٩٩٣). ومسلم في الرؤيا (٤ / ٧٧٦) ـ الحديث (٢٢٦٧). والدارمي في الرؤيا (٢ / ١٦٦) الحديث (٢١٤٠) والإمام أحمد في مسنده (٥ / ٣٦٠) ـ الحديث (٢٢٦٧٢). والبغوي في شرح السنة (١٢ / ٢٢٦) ـ الحديث (٣٢٨٧).
(٣) أي رأى الحق الذي قصد إعلام الرائي به فإن كانت على ظاهرها وإلا سعى في تأويلها ولا يهمل أمرها لأنها إما بشرى خير أو إنذار من شر ، إما ليخيف الرائي وإما لينزجر عنه ، وإما لينبه على حكم يقع له في دينه أو دنياه. انظر / فتح الباري (١٢ / ٤٠١).
(٤) متفق عليه : أخرجه البخاري في التعبير (١٢ / ٣٩٩) ـ الحديث (٦٩٩٣). ومسلم في الرؤيا (٤ / ١٧٧٥) ـ الحديث (١١ / ٢٢٢٦) ـ وأبو داود في الأدب (٤ / ٣٠٧) ـ الحديث (٥٠٢٣). وابن ماجه في تعبير الرؤيا (٢ / ١٢٨٤) ـ الحديث (٣٩٠٠). والبغوي في شرح السنة (١٢ / ٢٢٧) ـ الحديث (٣٢٨٨).
(١) سقط من أ.
(٢) أخرجه ابن ماجه في تعبير الرؤيا (٢ / ١٢٨٤) ـ الحديث (٣٩٠٣). والإمام أحمد في مسنده (١ / ٤٨٨) ـ الحديث (٣٥٥٨).
(٣) في ب [صورته].