ومن ذلك ما جاء في الأثر أن حمام الحرم من حمامتين عششتا على فم الغار الذي اختفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلذلك حرم حمام الحرم ، وإذا كان كذلك فمحمد صلى الله عليه وسلم أحرى وأولى وأحق ، وأجدر أن يحفظ الله تعالى ذريته ، فإنه إمام الصلحاء ، وما أصلح الله فساد خلقه إلا به ، ومن جملة حفظ الله تعالى لأولاد فاطمة عليهاالسلام أن لا يدخلهم النار يوم القيامة.
وقد أخرج أبو داود الطيالسي. حدثنا عمرو بن ثابت ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع ، والذي نفسي بيده إن رحمي لموصولة في الدنيا والاخرة ، وإني فرطكم (١) على الحوض ، أيها الناس ألا وسيجيء قوم يوم القيامة ، فيقول القائل منهم : يا رسول الله أنا فلان بن فلان ، فأقول : أما النسب فقد عرفت ، ولكنكم ارتددتم بعدي ، ورجعتم القهقري » (٢).
____________
(١) أي متقدم عليكم.
(٢) انظر كتاب « منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود » كتاب الكبائر ، باب الترهيب من احتقار الذنوب الصغيرة والاتكال على النسب : ٢ / ٦٤. هذا وقد رواه بمثله الامام احمد في مسنده : ٣ / ١٨.