وقال الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي : ( ومن صلح ) موضع ( من ) رفع عطف على الواو في : ( يدخلونها ).
وقال أبو اسحاق : وجائز أن يكون نصبا ، كما تقول : « دخلوا وزيدا » أي مع زيد.
وقال ابن عباس رضي الله عنه : ( ومن صلح من آبائهم ) يريد : من صدق بما صدقوا به ، وإن لم يعمل مثل أعمالهم.
وقال أبو اسحاق : إعلم أن الأنساب لا تنفع بغير أعمال صالحة. فعلى قول ابن عباس ، رضي الله عنه : معنى صلح : صدق ، وآمن ، ووحد ، وعلى ما ذكره أبو إسحاق معناه : صلح في عمله.
والصحيح ما قال ابن عباس ، رضي الله عنهما ؛ لان الله تعالى جعل من ثواب المطيع سروره بما يراه في أهله حيث بشره بدخول الجنة مع هؤلاء ، فدل على أنهم يدخلونها كرامة للمطيع العامل ، ولا فائدة للتبشير والوعد إلا بهذا ، إذ كل مصلح في عمله قد وعد دخول الجنة.
وقال القرطبي (١) : ( ومن صلح من آبائهم ) يجوز أن يكون معطوفا على ( أولئك ) ، والمعنى : أولئك ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم لهم عقبى الدار ،
____________
(١) انظر تفسير القرطبي : ٩ / ٣١١ ، ٣١٢.