ثم تنازلت واسط عن عظمتها ، وانقلبت من كونها مدينة الى قرية تقع في الجانب الغربي من واسط الثانية وتبعد عنها قليلا ، وهي واسط الثالثة التي كانت على صدر الغرّاف أو فوهته الأولى التي كانت تأخذ من دجلة واسط يوم كانت دجلة تستقيم من هناك. والغرّافيون يسمّون ذلك الصدر أو ذلك المجرى ب «الشطّ الأعمى» ، لأنه لما تحوّلت دجلة ، تحوّلت فوهة الغراف وصارت تأخذ مما يقابل كوت الامارة. فعمي ذلك الصدر.
وقد بقيت واسط الثالثة الى أواخر القرن الثالث عشر للهجرة ، ثم بادت ، ونشأت مدينة الحي (١) ، وهي حي واسط أي حيّ العشارين الذين كانت حكومة واسط تقيمهم على مفترق الأنهر المتفرعة من دجلة تحت واسط (٢).
أما بقايا واسط الحجاج ، فهي اليوم تلول وأخربة ، تقع في بلقع من الأرض ، على ٣٦ ميلا شمال شرقي الشطرة. وأبرز آثارها الشاخصة ، باب ، والى جانبه منارة سقط برجها.
وقد عنيت مديرية الآثار العامة ، بأطلال واسط. فأجرت فيها تنقيبات بين سنة ١٩٣٦ و ١٩٤٢ (٣) ، ثم صانت بعض أطلالها سنة ١٩٤٦ ـ ١٩٦٥ (٤).
__________________
(٥٧) يعقوب سركيس : مباحث عراقية ٢ : ٣٥ ـ ٣٧.
(٥٨) علي الشرقي : بحث في واسط. (الاعتدال ٦ : ٤٩٧ ـ ٤٩٩).
(٥٩) فؤاد سفر ، واسط. الموسم السادس للتنقيب
(٦٠) البير رشيد الحائك : دليل الحفر والتنقيب في العراق (مخطوطة بالانكليزية).