عاد إلى باريس واستقر فيها ، واكتشف ميله إلى الرحلات. ونشر أولى قصائده الشعرية (١) في جنيف عام ١٨٢٥ م ، وفي عام ١٨٤٨ م أرسلته حكومته في مهمة رسمية إلى بولندا ، فأصبح خبيرا بشؤون تلك البلاد ، وكذلك ألمانيا وما جاورها. وعمل في الصحافة (٢) ، وأدار جريدة سياسية وأدبية اسمهاLe Courrier du eman " لوكورييه دو لومان" ، وكانت له صلاته مع مشاهير عصره ، وخصوصا الروائية الفرنسية التي برعت في تصوير الحياة الريفية جورج صاندGeorge Sand (١٨٠٤ م ـ ١٨٧٦ م) ، وتعاون معها ، لإصدار جريدة" العالمين"Les Deux Mondes ، وفي عام ١٨٤٩ م أصدر كتيبا عنوانه : زيارة لدوق بوردوUne Visite M.le Duc de Bordeaux أحدث ضجة وطبع خمس عشرة طبعة خلال أسبوعين. وكان المغرب أول بلد عربي يزورها في عام ١٨٣٣ م. ثم ذهب بعد ذلك إلى إيطاليا وإسبانيا ، وعندما أصابه الإجهاد والإحباط من عمله ، ومن مجموعة من المشكلات العامة والخاصة كما تشير مقدمة ناشر الرحلة ، قرر القيام بمجموعة من الرحلات إلى إسبانيا ، ومراكش ، والجزيرة العربية ، وسنار ، ومصر. ونستنتج مما ورد في الرحلة / ٢٧٤ و ٣٠٥ / (من الأصل الفرنسي) أن المؤلف كان على وشك أن يفقد بصره إبّان الرحلة ، وقد شكا في غير موضع منها ضعفه ، يقول في / ٢٧٤ /: " ... أرخيت العنان لبصري ، ليجول في قبة السماء الواسعة المتلألئة ، التي لم تكن قد انطفأت بعد في نظري كما هي الحال عليه
__________________
(١) بعنوان : القيثارة الإلفيتيكية (السويسرية) La Harpe Helvetique ، ثم نشر في باريس عام ١٨٢٨ م أشعارا أخرى بعنوان : نغمات إلفيتيكية.Melodies Helvetique
(٢) في مقدمة الترجمة الإنجليزية لرحلته إشارة إلى الصحف الجمهورية التي عمل فيها ، وقد أسس في عام ١٨٤٣ م صحيفةL\'Etat.