إن بساتين الطائف التي تجعلها مشهورة في الحجاز كله منتشرة حول المدينة ، وتبدو كأنها واحات في وسط الرمل. إن البساتين صغيرة على العموم ، وفيها قليل من النباتات ، ولا تدين بشهرتها إلا للقحط الشامل الذي يسود الجزيرة العربية. وتسد الأفق من كل الجهات سلسلة من الجبال ، مسننة ، كثيرة التشققات ، تتخذ أشكالا متنوعة ؛ من شكل السهم المدبب للنواقيس المسيحية ، إلى شكل القبة المدورة لمساجد المسلمين. وإليكم أسماء أكثرها ظهورا كما أملاها عليّ مستضيفي / ٢٥١ / : في الغرب وفي الشمال الغربي من جهة مكة المكرمة والمدينة المنورة ، جبل برد ، وجبل الهدا ، وجبل السكارى ؛ وفي الجهة المقابلة مجرّ الشاش (١) ، والثمامي ، وأخيرا
__________________
(١) مجر الشاش : جبل في قبلة محلة شهار ، به كانت دكة الملك سعود رحمهالله. وكتب ديدييه الثمامي El ـ Tomane ، وفي معجم معالم الحجاز للبلادي ، ج ٣ ، ص ١٢٩ في حديثه عن خشيرمة يقول : جبل ضخم ذو خشارم ووهاد يشرف على المسيجيد من الشمال ، يسمى شقه الشرقي الثمامي ؛ أما ريع (روع) الشهداء الذي كتبه ديدييه Rou ـ el ـ Chohada ، وترجمه إلى الفرنسيةCol des Martyrs ، فلم أجد إلا أنه مكان في الطائف شرق مسجد ابن عباس سمي بشهداء حصار الطائف عندما غزاها النبي صلىاللهعليهوسلم ثم امتد الحي إلى الضفة الشرقية من وج حتى أقبل على وادي نخب ، معجم معالم الحجاز ، ج ٥ ، ص ١١١. وذكر الدكتور آل كمال في تعقبه د. آل زلفة أنهما جبلا الشهداء وعرفا أيضا بالبازمين : أحدهما يقع بمحلة الشهداء الشمالية شرق وادي وج ، والآخر غرب الوادي بمحلة الشرقية. وذكر أن جبل السكارى هو جبل أم السكارى غرب الطائف ويفصل بين قريتي السلامة والآبار التي تعرف اليوم محلة (قروى) وقد أطلق عليها الأتراك اسم إستانبول الصغيرة.