إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رحلة إلى الحجاز

رحلة إلى الحجاز

رحلة إلى الحجاز

المؤلف :شارل ديدييه

الموضوع :التاريخ والجغرافيا

الناشر :دار الفيصل الثقافية

الصفحات :399

تحمیل

رحلة إلى الحجاز

355/399
*

في جدة بمهارته في ذلك ، فحضّره في بيته ، وجاء إلينا به في الوقت المحدد ، وقد أتقن تحضيره كل الإتقان. يشوى هذا الخروف الذي يعد الوجبة الرئيسية لدى الشرقيين مطمورا في فرن محفور في الأرض لهذه الغاية ، وأعترف أن اللحم المشوي بهذه الطريقة يبلغ حدا من الإتقان غير معروف في فن الطهو الغربي (١).

لقد شهد عشاؤنا اضطرابا غير عادي ؛ فقد وصل خالد بيك بن سعود ، وعلامات الأسى بادية عليه ، وقد احمرّت عيناه من الدموع. لقد أخفى سبب هذا الحزن الشديد عنّا باعتبار أن الأمر حدث أسري ، والعرب كما سبق لي القول ، لا يتحدثون أبدا عمّا يحدث لنسائهم. ولكنني علمت من / ٢٩٢ / مصدر آخر سبب الحزن الذي كان يعتريه ؛ وإليكم ما علمته.

في مرحلة من مراحل حياته التي أجهلها ، قامت إحدى النساء العربيات بإنقاذ حياته ، وذهب أخوها ضحية ما قامت به هذه المرأة ، وقد تزوجها خالد بيك بن سعود اعترافا بجميلها ، وكان يحبها ويحنو عليها. كانت حينئذ مريضة ، وكان قلقا كل القلق على حالتها ، ولمّا ألححت عليه لبّى دعوتي خوفا من أن يكدرني بغيابه. ولم أكن قاسيا كي أفرط في استغلال لطفه الشديد ، بل سارعت إلى إخباره أنه في حلّ

__________________

(١) تعرف هذه الطريقة في الطبخ ب" المندي" ، وهو وضع برميل من حديد أو جرة كبيرة من فخار في حفرة في الأرض ، ثم يوضع بها مقدار من الحطب وتشعل فيه النار حتى يصبح جمرا ، ثم ينزل الخروف أو اللحم أيا كان على الجمر على أن يكون بينهما عازل ثم تغطى هذه الحفرة بالتراب بإحكام حتى ينضج اللحم وعادة يكون بعد ساعة ونصف من وقت دفنه ، وهي طريقة اشتهرت في حضرموت.