بأن هؤلاء قد تعلموا الغرض من «سر اللّيل» أيضا بعد أن عرفوا معناه في إيران.
أسست الدورية موضعها ، دون مراسم فوق إحدى الدور المجاورة ، وأخذ أفرادها يسيرون على سطوح البيوت ويتجولون بين العوائل القاطنة فيها كلّما حلا لهم ذلك. ولقد كان الاعتراض على مثل هذا الظلم الشنيع مما لا يجدي نفعا ، كما لا يدرك الظالم ولا المظلوم بواعث ذلك الاعتداء. ترى ألهذا الدرك المنحط يذل الإنسان بتمادي تعرضه إلى الظلم الجائر؟. لقد حدث أن سأل آغا ميناس أحد ضباط الشرطة الخفر في إمكان الحصول على سرير ما ، فكان الجواب إيجابيّا ، وبكل بساطة ذهب الضابط إلى أول خان قريب منه واستحوذ على ثلاثة أسرّة تعود إلى بعض التجار البغداديين من نزلاء ذلك الخان ، وأتى بها إلى الدار منتصرا ، ولا حاجة بنا أن نقول : إن الأسرة أرجعت إلى أصحابها حالا.
درجة الحرارة في الخامسة ق. ظ. ٦٦ د ، وفي الثانية والنصف ب. ظ. (٧٠) د ، وفي العاشرة ب. ظ. ٦٨ د ، الريح جنوبية شرقية ، بعض زخات من المطر مع قليل من البرق والرعد.
١٢ أيار :
ذهبت صباح اليوم إلى الحمام فألفيته جميلا جدّا. وكانت إضاءته جيدة ، والخدمة فيه حسنة أيضا ، كما وجدته أرقى من أي حمام آخر شاهدته حتى الآن في أي قسم من أنحاء المملكة التركية عدا حمامات الشام واستانبول والقاهرة ، بل ويمتاز عليها في بعض النواحي. وقد ملطت جدرانه بملاط خافقي وصبغ على الطراز العربي ، وزوق بالأحواض ذات النافورات. وشيده الباشا الحالي على نفقته ، مستخدما معمارين إيرانيين جلبهم خصّيصا لذلك ، ويقال إنه قلد في تشييده حمام