أديبا بارعا في اللغات الكلاسيكية ، يجيد الفرنسية والإيطالية قراءة وكتابة كأحسن المثقفين من أبناء هاتين اللغتين. وقد جمع إلى شخصيته القوية ومظهره وسلوكه كمالا وظرفا في جميع تصرفاته ؛ ورجولة مع ذكاء ودعابة ومشاعر. وقد بلغ من سروري بعلمه وبراعته ما جعلني أعدّه من الفلاسفة ، وحسبته جديرا بأن يرشح للانتماء إلى «هيكل الحكمة» من جانب صديقنا (دوغلاس ستيوارت). وعندما سافرت إلى (ملبار) تركته في بيت صديقي الفيلسوف (ارسكين) المنهمك بوضع كتابه «فلسفة الفكر البشري». فلما عدت من سفري وجدت أن هذا الطالب في الفلسفة يرغب في أن يكون صهري. ومع أنه كان غير مثر وحتى بدون وظيفة ، فلا أخالك تشك في أنني وافقت على زواجه من ابنتي الكبرى بكل امتنان. لأنه استطاع هذا أن يكتشف بفطنته ويقدر بصفاته شعور هذه الفتاة الفياض وتواضعها وطهارتها وطبيعتها الرقيقة تلك الصفات التي أؤمل أن تجعل منها مصدر سعادة له مدى الحياة.
وبعد ذلك بقليل دعت المصلحة العامة الملحة تعيين مقيم لنا ببغداد ، فأجمعت آراء الكل على أن المستر ريج هو الشخص الوحيد الجدير بهذا المنصب ، وقد تم تعيينه فعلا. وبذلك حصل على الترفيع مرتين قبل بلوغه الرابعة والعشرين من عمره لمجرد كفاءته ، ولقد تزوج من ابنتي وسافرا معا إلى بغداد».
أما في رسالة إلى المستر هول في حوالي ذلك الوقت فقد قال :
«لقد أصبح ريج الذي رشحته لي صهري ، وإنه لصهر لا يتردد أشد الأبوين حبّا لابنتهما عن وضع مقدراتها في يده».
أما ريج فبعد احتفاله بزواجه في ٢٢ كانون الثاني ١٨٠٨ بمدة وجيزة سافر إلى مقر مقيميته التي كانت تضم بغداد والبصرة ، فأقام ببغداد حيث مقر الباشا ، وحيث يمكّنه موقعها المتوسط من إدارة شؤونه