السياسيّة مع الباشوية والحصول على أنباء ما كان يدور في أوروبا في تلك الحقبة المليئة بالحوادث التي كان ينتظر أن يغزو فيها (نابوليون) إنكلترا والهند ؛ وبفضل روحيته العالية وبعد نظره في الشؤون السياسية ووقوفه التام على العادات الأهلية ووافر كرمه ، اكتسب بسرعة فائقة الاحترام العميق من الحكومة المحلية والأهلين معا.
وجريا على ما كان معتادا في الحكم التركي نشبت في عهد مقيميته ثورات حكومية وحصلت تبديلات بين الباشوات وقد تمكن المستر ريج بفضل أخلاقه العالية أن يمنح الحماية في بيته لكثير ممن كانت حياتهم في خطر من جراء الانقلابات السياسية ، في ظروف غير اعتيادية أحيانا ، وحتى أنه كان من حين إلى آخر يمنح هذه الحماية لعائلات الجانب المخذول التي ما كانت لتتخلص لو لا هذا الملجأ الذي لم يكن يجرؤ أحد على خرق حرمته. وكان من دواعي ارتياحه أن يرى حوله مفعول عدالته الرسمية هذه ، وحسن نيته ؛ وأحيانا لم يكن الناس يقيمون وزنا لوعود باشواتهم وأعيانهم إلا إذا كانت مدعومة بضمانه.
ولقد قضى حوالي ست سنوات ببغداد ولا رفيق أوروبي له سوى زوجه والمستر (هاين) جراح المقيمية الذي كان معاونا له أيضا. فكان يقضي أوقات فراغه من أعماله الرسمية في تتبع دراساته المحببة له.
فجمع المصادر الملازمة لكتاب في تاريخ باشوية بغداد وأحوالها الجغرافية والإحصائية ، وابتدأ بجمع مجموعته من المخطوطات الشرقية التي لم يدّخر من أجل جمعها مجهودا أو نفقات. وقد نشرت فهارس هذه المجموعة كما كانت عليها في حينه في بضعة أعداد من مجلة «مناجم الشرق» التي كانت تصدر في (فينا) وفيها أصدق برهان على مدح النجاح الذي أحرزه في مباحثه.
وقد نظم كذلك مجموعة غنية بالأنواط والمسكوكات