٢٣ أيار :
أقام الباشا عصر اليوم حفلة سباق رماية ، ونظرا لهبوب ريح شديدة اضطررنا إلى التخلي عنها ، فذهبت لأقضي فترة العصر مع عبد الله باشا ، وحيث يجتمع أعضاء النادي للقائي. وقد جاء كيخسرو بك الذي يظهر بأنه قد كلف بي وإن كان كل منا لا يفهم كلمة واحدة من كلام صاحبه ، جاء يجر أذياله كالمعتاد وبعد برهة من الصمت العميق غمغم ببعض كلمات لم أدرك أنها كانت موجهة إليّ ، ولكن عندما كرر الغمغمة أدرت رأسي نحوه فوجدته محملقا فيّ ، وعندئذ خاطبني مصرف باللّغة التركية دون أن يستطيع إخفاء ابتسامة ظهرت على محياه ، قائلا : «يريد البك أن يقول إنه يرغب من الصميم أن يراك بين عشيرته (على مسافة ستة أيام في أعالي جبال الحدود) وإنه سيستقبلك خير استقبال». وإنني أعتقد في الواقع بأنه سيفعل ذلك دون ريب ، وأراني ميالا بعض الميل لقبول دعوته.
٢٤ أيار :
ذهبت في الثالثة بعد الظهر مع الباشا لسباق الرماية ، وكان ميدان الرمي يبعد عن البلدة مسافة ميل ونصف الميل ، على طريق أزمر عند حضيض التلال ، وقد جلست والباشا وعبد الله باشا تحت شمسية وصرنا نشاهد الرمي ، وكان أحسن الهدافين عثمان بك. لقد كان حقّا من أحسن الرماة بالبندقيات الثقيلة ، وقد رمى كذلك كثيرون غيره رميا صائبا.
٢٥ أيار :
زارني الباشا صباح اليوم وجلس معي مدة تزيد على الساعة ، ولكنني كنت منحرف الصحة لم أستطع الانتباه كثيرا إلى الحديث الذي