٢٢ أيار :
ذهبت اليوم أيضا إلى النادي في الميدان ، فوجدت الجماعة المعتادة. إن محمود مصرف يتذكر جيدا كيف أنشئت مدينة السليمانية قبل اثنتين وثلاثين سنة. فقد صح عزم حاكم كردستان الجنوبية حينذاك إبراهيم باشا والد سليمان باشا الكردي ، وأحد أقارب حاكم السليمانية الحالي على نقل عاصمة حكمه من (قه ره جولان) ـ قه لا جوالان ـ الواقعة في الجانب الثاني ـ الشرقي ـ من تلال (أزمر) إلى موقع المدينة الحالي ، وذلك أولا رغبة منه في الشهرة وثانيا لتسهيل شؤون الصيد عليه إذ كان مولعا به ولعا شديدا ، وكان موقع (قه لا جوالان) لا يلائم هذا الضرب من ضروب التسلية إذ إنّه في واد صخري ضيق جدّا. وقد سمى مدينته الجديدة بالسليمانية إشادة بذكر سليمان باشا حاكم بغداد آنذاك ، وهو والد المرحوم سعيد باشا المنكود الحظ. وكان هنا تل قديم (١) سويت تربته لوضع أسس القصر الذي شيد في عهد عبد الرحمن باشا وقد عثروا على بعض المسكوكات هناك.
والسليمانية تقع في منطقة (سه رجنار) ، وتحتوي المدينة الآن استنادا على أصح المعلومات التي استقيتها على (٢٠٠٠) دار للإسلام و (١٣٠) دارا لليهود و (٩) دور للمسيحيين الكلدانيين الذين لهم كنيسة صغيرة كئيبة ، وعلى خمسة دور للأرمن وهؤلاء لا قسيس ولا كنيسة لهم ، وخمسة خانات (كروان سراي) وخمسة حمامات منها واحد فقط جيد ، وخمسة جوامع منها واحد جيد أيضا.
__________________
(١) كانت قرية حول هذا الطنف واسمها ملكندي ، أي ملك هندي ، أو قرية الملك الهندي وقد أخبرني الباشا أنهم عثروا عند تسوية الطنف على أكواز كبيرة في داخلها رميم عظام ووجدوا كذلك لوحا مكتوبا ألقوا به جانبا إذ لم يتمكن أحد من قراءته.
وأخبرني أيضا بأن العمال الذين كانوا يحفرون قبل مدة وجيزة في القصر لترميمه وجدوا على عمق كبير شظايا الأكواز ورميم العظام.