من الحنطة تسمى (بهاره) يبذر في الربيع ويحتاج إلى الري الاصطناعي ، ولا تترك الأرض في السهول بوارا ، بل تزرع حنطة أو شعيرا بالتناوب ، أما في الأراضي التلية فيجب مراوحة التربة بين سنة وأخرى ، أما القطن فيجب أن لا يزرع قط مرتين متواليتين في الأرض الواحدة ويغلب زرعه مع التبغ مناوبة.
والقطن كله من النوع السنوي (بكسر السين) وهو يحتاج عادة إلى الإرواء على أن قسما منه يزرع في التلال ديما. ويستعمل السماد في تسميد الكروم والتبغ فقط. أما الشلب فلا يشتل سنين متعاقبة في الأرض الواحدة ، التي يمكن الانتفاع بها في زرعها بحبوب أخرى وأكثر ما يزرع في منطقة شهرزور ، ولا يزرع القنب أو الكتان في كردستان. ولقد أخبرني عمر آغا بأنه بذر في هذه السنة قليلا من بذر الكتان حصل عليه من حاج جاء به من مصر. وتزرع أيضا في كردستان الذرة الهندية والذرة البيضاء كما يزرع العدس والحمص والدخن ونوع أو نوعان من الماش. أما أفدنتهم فيجر الواحد منها ثوران.
ولا تنمو أشجار البرتقال أو الليمون في كردستان ، وذلك لأن حرارة الصيف تتجاوز حد الاعتدال حقّا ، أما برودة الشتاء فقارصة بالنسبة لهذه الأنواع من الأشجار. لقد جلب الباشا أخيرا بعض أشجار البرتقال الإشبيلي والليمون الحلو من بغداد لجنينته الجديدة ولكن الشتاء الأول أماتها كلها ، ويزرع شجر الخروع في جميع أنحاء كردستان ، وقد يزرع أحيانا في مزارع منفردة وأحيانا مع القطن سوية.
١٠ حزيران :
لقد انحرفت صحتي كثيرا في اليومين الأخيرين وأعتقد أن السبب الرئيسي لذلك هو الحر إذ إننا عائشون الآن في خيمة حتى يتم إنشاء مسكن صيفي كردي لنا ، ـ جارداغ ـ وحرارة الشمس تنفذ قوية إلى داخل