الخيمة من جنفاصها حيث ترتفع إلى ١٠٣ أو ١٠٤ درجة ، ولا ترتفع في السيباط إلى أكثر من ٩٢ درجة.
اقترح الباشا اليوم إقامة حفلة استعراض خيل على إثر رجوع أكثرها من المراعي ، فاعتذرت عن الحضور لأن النية كانت منصرفة لإقامة الاستعراض في أشد ساعات النهار حرارة ، فأرجىء الاستعراض. وما كنت أتصور أن الغرض من كل ذلك هو تسليتي ولو علمت ذلك لحاولت حضور الحفلة ، وحالما علم الباشا بانحراف صحتي زارني فورا دون أن يخبرني ، وبسرعة لم تفسح لي مجالا لإخراج الحرس إلى باب الدار قبل وصوله إليها ، فجلس معي مدة ساعة ونصف ساعة وأخبرني بأن باشا بغداد طلب منه أن يبني حصنا واعدا بتجهيزه بالمدافع والمهمات. ولذلك رجاني أن أركب جوادي لأبحث عن مكان قريب ملائم لإقامة الحصن ، كما طلب مني أن أعاونهم في تخطيطه فوعدته بذلك حين استعيد صحتي. ثم انتقل الباشا إلى بحث علم الفلك عند الأوروبيين ، وهو موضوع تطرق إليه من قبل مرارا عديدة. وقد استفسر بوجه خاص عن جبال القمر وقال بأنه تعلم من دينه بأن القمر قطعة من الحديد جلاها القادر الأعظم لتعكس أشعة الشمس على الأرض. وقد أمر (المنجم باشي) أو رئيس الفلكيين أو المنجمين أن يعد لي خريطة العالم على الطريقة الشرقية ففعل وأعطانيها ، وكانت في الحقيقة مرسومة رسما جيدا.
ودعاني الباشا إلى الذهاب إلى القصر غدا لأحضر حفلة القطع بالسيوف إذ إن عثمان بك ما زال منذ الحفلة الأخيرة يعد نفسه لذلك وقد رجاني أيضا أن أريه تمارين السباهيين ـ الجنود الهنود.
١١ حزيران :
دشنا اليوم سيباطنا ـ جارداغ ـ وكان طوله ثلاثين قدما وعرضه ١٥ قدما تقريبا ، وهو يكاد أن يكون بدائيّا في هندسته إذ غرزت في الأرض