ثلاثة صفوف من الأعمدة ، كل صف من أربعة أعمدة ذات رؤوس متفرعة إلى فرعين ، وارتفاعها سبع أقدام تقريبا ، ووصلت هذه الرؤوس بجسور ووضعت عليها العوارض وكومت أغصان السنديان وأفنانه على تلك العوارض بارتفاع قدمين أو ثلاث أقدام ، يعلوها بعض الآجر لتثبيتها في محلها. وبعد أن تم إنشاء السيباط فرشوا الأرض ، وعملية الفرش هذه بدأت أولا بطبقة من الطين الاعتيادي ملط بعد جفافه بطبقة من الطين الأحمر الممزوج بالتبن ، وأحيطت الأرض بكاملها بدكة بارتفاع ست عقد. فهذا المسكن وغيره من أحجام مختلفة هو النوع الاعتيادي من المساكن التي يقطنها الكرد خلال أشهر الحر. وهم يمدون فرشهم على السطوح ليلا ويتقون أنظار الغير بسياج من القصب اسمه (جيغ) ينفذ الهواء من خلاله. ويكون عادة في وسط أكبر السرادق وأنظمها حوض ، تتوسطه أحيانا نافورة ماء تلطف الهواء كثيرا.
أقيمت حفلة لعبة السيوف في هذا المساء في قصر الباشا ، ولكنها لم تنل النجاح المنشود. وقد دار حديث آخر بيني وبين الباشا في الفلك. ولقد أشاع منجمه عني بأنني لست دون مه سكه لاين (Maskelyne) أو هه رشه ل (Herschel) في براعتهما. وكان المفروض أن يبدأ صيام رمضان في اليوم الثالث عشر ، إلا أنني أكدت للباشا بأن الهلال قد هلّ ، وقد أنبأته عن الساعة والدقيقة التي هلّ فيها فأمر بعد أن فارقته ببدء الصيام اعتبارا من الغد.
١٥ حزيران :
نظرا لحلول شهر رمضان ، جلست في الدار من التاسعة بعد الغروب حتى منتصف الليل مستقبلا الزائرين ، إذ إن المسلمين يجعلون ليلهم نهارا خلال شهر الصيام فينامون في النهار ويقضون ساعات الصيام بالاعتكاف وتلاوة القرآن ويكرّسون الليل للأكل واستقبال الزوار.