المتأخرون من الخلفاء العباسيين كما روى (بنيامين التطيلي). وتتألف بزة ضباط الباشا وخدمه من دراعة سوداء من قماش العباء المصنوع في الموصل ، مزينة بعرى ذهبية ومن سراويل مخططة بخطوط عديدة الألوان وهذا هو الزي الشائع في (العمادية) و (جو له مه رك). وعندما يخرج الباشا إلى الصيد يغير ملابسه في منطقة الصيد قرب العمادية بملابس الجبليين من العوام ، يتسلق بها المرتفعات وينبطح أرضا في انتظار ظهور الماعز الجبلي مانعا نفسه عن رمي ما قل عمره عن أربع سنوات. ويسهل على أعين الخبراء معرفة أعمار هذا الماعز من بعد من قرونها. وهذا النوع من الصيد ، والصيد بالإشراك ، والفخاخ ، وبالرمي ، وصيد الحجل بالباز ، هي الرياضة الوحيدة في منطقة العمادية لكونها جبلية لا يمكن مزاولة القنص فيها على ظهور الجياد.
إن هواء العمادية في الصيف حار لا يلائم الصحة ولذلك ينزح السكان منها إلى مصايفهم على بعد ساعتين ونصف ساعة من المدينة ، في مرتفع تكسوه الثلوج طيلة الصيف. وللباشا في هذا الموقع دار صيفية ، أما الأهلون فيشيدون السيباطات فيه. ويخصص خلال الاصطياف حرس قوي لصد عدوان التياريين ، وهم عشيرة مسيحية مستقلة من الكلدانيين (١) يخشاهم المسلمون جميعا (٢). وهناك عدا البهدنانيين عوائل
__________________
(١) تسكن هذه العشائر المسيحية من الناحية الجغرافية حدود منطقة (حكاري).
(٢) لقد انبأني المطران حنا ، المطران الآشوري في الموصل ، بأسماء العشائر التالية منهم ، وهو يسميهم بالمسيحيين النسطوريين ـ تياري ، تكووب ، جه لو دي ، لي وي ني ، به رواري ، نه رووي. وتتألف عشيرتا (نه رووي) و (به رواري) من المسلمين والمسيحيين. أما الآخرون فكلهم نسطوريون ، وهنالك أربع قرى قرب العمادية يسكنها النسطوريون الذين يدعون بال (كران مووسى) وهم يلبسون قبعات من لباد. انتهت الحاشية : أما الأسماء الصحيحة لبعض هذه العشائر فهي :
(تخوما) لا (تكووب) ، و (جي لوو) لا (جه لودي). و (لي ون) لا (لي وي ني) ،