الذي يتجه نحو المدينة ، أو بالأحرى إلى موقع مدينة (قه لا جوالان) (١) القديمة ، ويليه شمالا طريق آخر يسمى طريق (قه يوان).
وصلنا إلى حضيض التلال بعد الرابعة بقليل ونحن نصعد صعودا هنا طيلة الطريق منذ رحيلنا من السليمانية ، ثم بدأ الارتقاء فورا في قاع مسيل جاف في بادىء الأمر ، ومن ثم على سفوح التل الشديدة الانحدار بنيسم سحيق جد ضيق. وفي الخامسة تقريبا بلغنا القمة وهي في ذلك المكان عبارة عن ضفة من الحجر الرملي تتصل بكتفين أخريين مرتفعتين من التل هما أكثر تكتلا ، ولم يزد ارتفاع القمة عنهما إلا بضع أقدام. والمنظر هنا منظر جميل ، فأمامنا سهل (سروجك) و (شاربازير) ـ أقول سهل لتمييزه عن التلال إذ في الحقيقة ليس في هذا السهل أي بقعة منبسطة ـ وينتهي السهل في اليمين أو في الجنوب بمضيق تحده من الشرق جبال عالية ، كانت الشمس تبزغ حينذاك من ورائها. ويلوح أن السهل كان يضيق في القسم الشمالي منه أو من ناحية (شاربازير) ، والمنطقة بكاملها محددة ومقسمة إلى طنوف ووديان ومضايق لا تعد ، كونتها سلسلة التلال المحيطة بها ، وكان بعضها كبيرا جدّا. وكانت السلسلة التي نسير عليها مكونة من الحجر الرملي تنحدر طبقاتها نحو الشرق وعلى سفوحها الشرقية الكثير من عليقات البلوط ، أما الأراضي التي كنا نشرف عليها فكانت على ما بدا لنا بقاعا من الأحراش والمزارع انتشرت على نحو جميل ترتاح النفس إليه. ثم أخذنا في الانحدار شمالا على سفوح الجبل الشرقية ، ولم يكن الطريق في انحدارنا سحيقا كما كان في الصعود. وصلنا في السادسة إلى أسفل الجبل وبذلك استغرق الصعود خمسا وثلاثين دقيقة ، والانحدار ساعة وعشر دقائق. وكان اتجاه مسيرنا
__________________
(١) جاءت في الأصل (قه ره جولان) وصحيحها (قه لا جوالان) يرجى الانتباه إلى ذلك كلما جاءت ـ المترجم.