التلال ، ويسميه الأهلون (قالا) أي القلعة ، وإن كان لا يجوز مطلقا أن تكون القلعة في موقع يمكن فيه مهاجمتها حتى بالأحجار من التلال المجاورة.
وبعد أن مضينا في الصعود طيلة طريقنا تقريبا منذ أن غادرنا (جه ناويره) هبطنا قرابة ربع ساعة ، فوصلنا آخر منحدر في الساعة الثامنة ، على أننا أخذنا توّا بالصعود على مرتفع هدود وانتهينا إلى قمته في الثامنة والنصف ، حيث بدا لنا منظر جبل (زغروس) البديع ؛ وما كان الهبوط بشيء يذكر.
وفي التاسعة وعشر دقائق وصلنا خيام قرويي (به رروده) في واد ضيق ، والقرية فوق التلال عن يسارنا على بعد نحو ميل واحد. ويقيم قرويو (به رروده) مضاربهم في الصيف في هذا المكان على الدوام ؛ إنهم فرغوا من حصاد زرعهم وهم الآن يدرسونه ببغالهم وثيرانهم (١). ووصلني هنا رسول من السليمانية ، ومع أنه جاءني راجلا فإنه لم يمر على مغادرته لها إلا ثلاثة أيام.
غطّست المحرار في منبع عذب بالقرب من الخيام فعجبت لدرجته إذ كانت ٦١ د.
ووجدت بين التبن حشرة كبيرة تشبه الجراد ، طولها نحو أربع عقد وكانت غير مجنحة ويبرز من ذيلها شيء يشبه السيف. وهي تعض عضّا مؤلما ، ولا تؤذي الزرع ، ويسميها الكرد (شيره كولله ـ أو الجراد الأسد) (٢) ووجدنا أيضا خلدا يسميه الكرد (موشه كوره) أو الفأر الأعمى.
__________________
(١) إن درس الغلة بهذه الطريقة الابتدائية يعد أسلوبا عامّا في جميع أنحاء العراق ، وهي لا تزال متبعة ـ المترجم.
(٢) تقابلها لفظة (حر كول) الواردة في التلمود ، أو (كازام) وهو نوع من الجراد يوجد