٢٤ آب :
تنازع قبل خمسة عشر يوما تقريبا بعض رجال الجاف مع البعض من مجاوريهم فجرحوا أحدهم بالسيف جرحا بليغا. وفي الليلة الماضية بينما كان ثلاثة من الجاف يمرون بقطعانهم ، تجمهر عليهم ستة أو سبعة فرسان من الأهلين المجاورين فطردوهم وسلبوهم قطعانهم. ولما بلغ الخبر أسماع عمر آغا أرسل من فوره أربعة من فرسانه فرجعوا بعد نصف ساعة إلى المضرب ومعهم الأغنام وأسيرين ، وفي الليل جاء رفقاء الأسيرين وحسموا قضيتهم ، فأطلق سراحهما وأرجعت الأغنام إلى أصحابها.
سرنا في الخامسة والنصف وكان الصبح قارصا ، وبعد أن تركنا القرية بقليل اجتزنا تلّا عاليا ناهدا واستمر طريقنا ملتويا طيلة مسيرتنا اليوم بين تلال الأردواز في الوديان التي يسيل فيها شرقا جدول صغير يتجه نحو (كافرو) ويصب في (ديالى) ، وهو يمر في قاع مكتظة بالقصب والصفصاف وخضرتهما المبهجة تناقض مظهر تلال الأردواز الداكن. وقد شاهدنا الكثير من عليقات الزهور البرية وشجرة اسمها بالفارسية (سنجد) وبالكردية (سه ن جوف) وبالتركية (ايده) وهي تحمل ثمرا صغيرا يشبه العناب (١).
وفي الثامنة ترجلنا عند ضفاف النهر للاستجمام ، وبعد وقفة قصيرة ، استأنفنا السير في التاسعة إلا ثلثا ، وفي التاسعة والنصف وصلنا إلى (دووي سه) وهي قرية كبيرة قذرة ، تتألف من أكواخ حقيرة ذات
__________________
ـ في رأس الرجاء الصالح. راجع الصحيفتين ١٣ و ١٤ من كتاب «في الجراد» لمؤلفه (لوودولف). انتهت الحاشية. وجاءت كلمة (كازام) العبرية في نص الحاشية (كارام) خطأ كما أخبرت ـ المترجم.
(١) وفي العربية (الغبيراء) ، واسمها الدارج في العراق (نبق العجم) ـ المترجم.