تتخللها ممرات من أشجار الحور يتوسطها ممر رئيسي. وقد غرست المربعات بأشجار الفواكه النضرة على اختلاف الأجناس التي تنمو في هذا الإقليم ، وزرعت بالقرب من الصيوان والممر الرئيسي عليقات الورد وأنجمه.
واستقبلني عند مدخل الجنينة ميرزا فرج الله عم الأمير الصغير الذي اتفق أن كان في (سنه) وعناية الله بك أحد رجال المدينة البارزين وسادة آخرون لا تحضرني أسماؤهم.
ووصلني بعد الظهر ساع سريع من الوالي ذاته ، يلتمسني بعد بقائي واستجمامي في (سنه) أن أعود إلى السليمانية بالطريق الذي هو عليه الآن. ولما كان هذا الطريق لا يعيقني كثيرا فضلا عن كونه يتيح لي فرصة رؤية بعض الأماكن الجديدة المهمة ، وطدت العزم على إجابة طلبه (١) ولقد أعجبت الإعجاب كله بالحديقة والصيوان اللذين لم أشاهد حتى الآن مثيلا لهما في الشرق. والصيوان كغيره من الأبنية المشيدة على طرازه تقليدا لنمط جوسق (جارباغ) في أصفهان ، وغيره من الأماكن المماثلة له التي ترجع إلى عهد الدولة الصفوية.
وبعد انتظار طويل خارت بعده قوانا من الجوع ، دعينا إلى فطور فخم ، أو بالأحرى إلى طعام عشاء غني ، خصصت فيه لكل منا صينية واحدة ؛ ودعينا ثانية في العاشرة مساء إلى طعام مثله.
__________________
أرجعناه إلى العقود البغدادية والسنتيمات قارب المتر الواحد.
ثم الذراع العادي ، ويطلق عليه أحيانا ذراع البنا ، وطوله طول ذراع الرجل المعتدل الطول ، من المرفق حتى طرف الأصبع الوسطى ، وهذا يعادل نصف المتر تقريبا أو ١٢ عقدا بغداديّا ـ المترجم.
(١) ذكر الوالي في كتابه أنه سمع بأخبار المستر (ريج) وهو يرغب في لقياه منذ زمن بعيد ـ الناشرة.