صغيرتان مرتفعتان زينتا تزيينا بديعا تعرف عندهم ب (بالإخانة) وأرى أن كلمة (بالقون) الإنكليزية محرفة عنها ، وكلها مجموعة من ماء الألوان الزاهية المذهبة وفي الواقع كانت الإزارة برخامها المعرق فخمة وجميلة معا. هذا ولو استعيض عن هذه الرسوم السمجة المرسومة على الجدران برسوم من ريشة (روبين) بألوانها الفنية التي تتلائم مع باقي أقسام القاعة ، أو إذا تعذر ذلك ـ وهو الواقع ـ واستعيض عنها بقطع من سجاد (غوبلين) لأصبحت غرفة تستحق عناء السفر لمشاهدتها في أي ناحية من أوروبا. وهنالك على بعد قليل من هذه القاعدة توجد غرفة صغيرة مكسوة جدرانها بالمرايا ، ومزوقة تزويقا غريبا بالأباريق والأكواب والقناني وكؤوس الزجاج وغير ذلك.
يجد الإيرانيون لذتهم الكبرى في ذلك ، وأنهم كانوا يكشرون عن أسنانهم ويحدقون بوجهي لاستشفاف أمارات العجب وهم يطوفون بي في غرفة التحف هذه. ويوجد على بعد قليل في فناء آخر أيضا محراب صغير جميل ، وأبنية عديدة لم يتم بناؤها بعد ، كان في إحداها نافذة إنكليزية بارزة على الإيوان والدكة. وسيكون القصر بعد إكماله قصرا بديعا جدّا ، ولكن ستظهر عليه الكثير من المتناقضات الشرقية كالممرات الضيقة المظلمة القذرة والسلالم الخطرة وغير ذلك.
وقد فاتني أن أشير إلى رسم في البهو الجديد يمثل معركة (مه ريوان) يظهر فيه رسم أمان الله خان وأتباعه الكورانيين بارزا وقد اقتيد (سليمان كهيا) أسيرا إليه ، وقد مر بنا أن هذه المعركة قد انتهت خلال عشر دقائق وسلم الكهيا نفسه إلى عبد الرحمن باشا دون أن يخوض الإيرانيون أو الكورانيون القتال (١).
ولأمان الله خان كما لغيره من الإيرانيين هواية ملحة في البناء وهي
__________________
(١) راجع الصفحة ١٥١.