ومن ثم ارتقينا جوانب وهدة صخرية. وفي العاشرة وصلنا قرية (قه ره بوكرا) التي تقع في أعالي الوهدة تقريبا ، حيث تشرف عليها قمة الجبل. لقد جعلت بعض أشجار الحور والفواكه منظر القرية جميلا وإن لم تقلل من قذارتها. وعلى المرتفع المقابل للوهدة وجدنا أنقاض حصن شيد للالتجاء إليه من البلباسيين.
وقد شاهدنا اليوم قرية أو قريتين من القرى الحقيرة ، وكانت المناطق التي مررنا بها اليوم قفراء خالية ، لقد سمعنا قصصا محزنة عن الجاف الذين يرعون مواشيهم في جميع أنحاء هذه المنطقة ويسلكون سلوكا كيفيّا لا يقرّه القانون ، ومما لا شك فيه أن لإدارة الوالي السيئة التأثير الكلي في إقفار هذه البلاد من السكان علاوة على ما لغارات القبائل الهمجية من تأثير.
شاهدت اليوم أكثر مما مضى صفائح الأحجار المركبة (Schistus) في طبقات أفقية تتخللها عروق الجبس التي كان لون بعضها ضاربا إلى حمرة لطيفة ، كما شاهدت الكثير من الطلق أيضا ، وعلى الأخص في أواخر مرحلة يومنا هذا.
كنا نرغب في السير أكثر من سيرنا اليوم لنصل (بانه) في اليوم التالي إلا أن الكرد الذين أرادوا استمرارنا على السير لم يكونوا على بينة من المسافة ولما كان طريقنا جبليّا متعبا قررت أن لا أجازف بمسيرة طويلة ومعي من جماعتي الكثير من المرضى ، فقر الرأي أخيرا على المكوث اليوم في (قه ره بوكرا) وكان اليوم شديد الحر في هذا الوادي الضيق.
__________________
يدعى (جال جه مه ـ Tchaltchama) وهو من سلسلة جبال (خسرو خان) وإلى جانبه تحت القمة منه قرية (قه ره بوكرا ـ Kara Bokra) وهي التي نقصدها. وتقع (ساقز) إلى الشمال الغربي منا ، وعلى الجانب الآخر من (خسرو خان). أما اتجاه الجبال بكاملها فهو من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي حيث يتلاشى أغلبها في النجد الذي قطعناه.