في أقراصه ، والزبدة الطرية ، والشنين ، والإجاص والعنب. بقينا هنا حتى التاسعة والدقيقة العاشرة ، ثم غادرنا المكان الجميل آسفين. ووصلنا بعد نصف ساعة تقريبا وكنا لا نزال نرتقي في طريقنا ، أعلى جزء من المرتفع وقد كان له مظهر مهيب ، لقد كان العدد الوفير من الينابيع تتدفق من الأرض فتسيل مياه جانب منها باتجاه شمالي نحو مياه (بروزه) وتنساب مياه الجانب الآخر على بعد قليل إلى الجنوب فتصب في مياه (شينك).
لم نر أشجارا ولكن الأرض كانت خضراء نضرة لوفرة المياه ، ويعرف هذا المكان ب (هزار كانيان) أو الألف ينبوع. وهنا وصلنا إلى أعلى قسم من طريقنا ولكن على ارتفاع أعلى منا تستوي قمة (كمو ـ Gmo) وصنوها ، وهما صخريتان جرداوان. سرنا مدة والقمتان تشرفان علينا ؛ لا يمكن اختيار طريق أحسن من هذا الطريق يتاح لي فيه تكوين فكرة صحيحة عن سلاسل الجبال واتصالاتها. لقد كانت سلسلة (سووركيو) على موازاة مع مسيرنا وهي كما توقعت سابقا تؤلف جبل (قزلجة) أو (تاريه ر) ، وتتشعب من هذه السلسلة شعبة تنعطف مستديرة من جبل (سه رسير) ثم تؤلف الجبل الذي نسير عليه الآن أو تتصل به ويقع إلى ما وراء هذا الجبل ، أو إلى جنوبه جبل (كورره كازاو) الذي يمتد باتجاه جنوبي شرقي تقريبا نحو (تاريه ر). وفي الأرض التي تتخللهما تلال متكسرة ترتفع إلى كل من السلسلتين بالتعاقب ، وتقع القرى والبقاع الخضراء على مسطحات سفوح الجبل حينا وعلى منحدراته حينا آخر وكل ذلك يؤلف تباينا جميل المنظر. فكلما سرنا مائة ياردة جئنا ينبوعا بارد المياه إذا شربت منها آلمتك أسنانك. وكان للأرض لون نحاسي كبريتي ، وكان الطريق مشجرا كالمعتاد وهو وإن كان رخوا صخريّا فما كان رديئا كنيسم جبلي.
وبعد مدة قصيرة سقط نعل جوادي ، ولم أستطع الاستمرار على السير على طريق حجري كهذا وأنا على حيوان ثمين كجوادي قبل إعادة