تنعيله ، ولم تمض إلا برهة منذ أن أجزنا للنعال ـ البيطر ـ بالذهاب لزيارة حبيبته الساكنة في قرية مجاورة ، وقد أركبناه وجهزناه تجهيزا شيقا لهذه الزيارة ، ولكن عمر آغا حصل على أدوات التنعيل اللازمة ، ونعّل الحصان بنفسه قائلا «إنني لا أسوم الجندي الذي لا يحسن تنعيل جواده بفلس واحد» لقد أعاقنا هذا الحادث زمنا ولم نصل قرية (كه ناروو) في منطقة (سي وه يل) قبل الساعة الثانية (١).
١٤ أيلول :
التحق من السليمانية ليلة أمس بعمر آغا الكثير من أعوانه ، وقد أخبرني بأن عنده ما ينوف على أربعين خادما وكلهم من القبليين إلا ثلاثة أو أربعة ، وأضاف قائلا : بأن ليس من صالحه أن يحتفظ بخدم من أهل المدن أو القرى ثم أردف : ـ «إنهم لا يرتبطون بك ارتباطا قويّا ، ولا يقفون بجانبك عند الشدائد ، أما القبائليون فعلى النقيض من ذلك فهم وإن لم يكونوا من قبيلتك أو عشيرتك يتعلقون بك تعلقا شديدا ، ولا يفصلهم عنك الجوع أو العطش أو الفقر أو التعب ، كلا ولا الخطر». وسرني كثيرا أن أعلم من رجال عمر آغا نقاهة المرضى من جماعتي في السليمانية.
وفي السادسة والنصف امتطينا الجياد وسرنا ، وكان اتجاه طريقنا جنوبيّا فأخذنا نهبط وهدا حتى حضيض (سه رسير) ثم افترقنا عن الوهد وعبرنا امتداد السلسلة التي قطعناها أمس حيث تتصل بجبل (سه رسير) ثم انحدرنا إلى نهر (سي وه يل) (٢) وهو يسيل على طوار (سه رسير) ثم
__________________
(١) كان جبل (سه رسير) في تمام الجنوب منا وعلى بعد ميل واحد تقريبا. وكان بطريقنا اليوم بمحاذاة سلسلة جبل (سي وه يل).
(٢) يتألف نهر (سي وه يل) من جدول (قزلجة) و (بيستان) ويجري بمحاذاة سفوح (سه رسير) الشمالية.