من الإسلام ، وكان مسرحا لاصطدام عنيف. ويقال إنه يمكن مشاهدة بقايا التحصينات على محاذاة قمم هذه التلال ، بين مسافة وأخرى.
أنوي زيارة (شهرزور) حالما يعتدل الطقس. لقد بدا لي اليوم برهان قاطع على صعوبة الحصول على المعلومات الصحيحة من الشرقيين ، حتى من المتصفين بالذكاء المفرط وبالصدق منهم ، وكان عندي دليل آخر عن كيفية وقوع السواح في أفظع الأخطاء وأشنعها على غير قصد منهم. فقد أخبرني الباشا نفسه مرة أخبارا لا يقبل الشك بأن اسم قبيلته هو (كرمانج) ، أما الآن فقد قال إن الأمر ليس كذلك ، بل إن (كرمانج) هو الاسم الذي يطلق على جميع الكرد البابنيين أما قبيلته بالذات فهي القبيلة البابانية ، ولم يستطع هو أو غيره من الحاضرين إخباري عن معنى (كرمانج) ، ومن أين اشتقت هذه الكلمة. وقد قال أحد السادة من الرجال الحاضرين ـ وأعتقد أنه كان من العائلة ذاتها ـ بأن العائلة البابانية هي فرع من قبيلة (سه ككير) وأن قبيلتي (شينكي) و (كه لالي) تمتان إليهم بصلة القربى ، وأن العائلة البابانية قد برزت وذاع صيتها منذ أن انقرض بيت (سوران) القديم ، ولم يكن ذلك قبل مائتين من السنين كما ذكرت من قبل. لقد انحدرت العائلة البابانية أولا من جبل (بيشدر) واستولت على (مه ركه) و (ماوه ت) و (قيزلجة) من الإيرانيين ، و (زه نكه نه) من بيت من البيوتات ، ولا يزال يسكن قسم من هذه العائلة (كرمنشاه) وهي وإن تتكلم الكردية فلا تعتبر من الكرد الأقحاح ويحتمل أنها كانت من القرويين أو الفلاحين.
وبعد أن فارقت الباشا ، ذهبت لمقابلة عثمان بك ، وقد أجابني على تعزيتي له بموت ولده بالجمل القصيرة المعتادة «هذا أمر الله ، ولا مرد لأمره ، أطال الله في عمر الباشا وفي عمرك» وبعد برهة قصيرة بدأ يتحدث ويضحك كعادته ، ثم فحص بعض الجياد ، وجيء له ببعض أحجار الرخام ليختار منها قطعا يزين بها جوسقه الجديد وجلب انتباهي إلى أنها أحجار من (قه ره داغ).