الشتاء «باللبادة». ويتمنطق الرجل من الوسط بنطاق ذي أبزمة ذهبية أو فضية ، أو مرصعة بأحجار لازوردية. وفوق كل هذا يلبسون العباءة بشكلها المعروف ، والذي يميز الكردي بوجه خاص في ملبسه هو عمامته وهي تتألف من «غترة» من القماش الحريري المحقق بالألوان الحمراء والصفراء والزرقاء (١) تتخلله خيوط من الذهب أو الفضة. وتلف هذه حول الرؤوس على أن تبقى النواصي مكشوفة تماما وللكرد نواص بديعة تنم عن الرجولة ، ويتدلى على الأكتاف والظهر الكثير من الأهداب الملونة المخاطة بحواشي هذه الغترة ؛ وذلك مما يخلع على الرجال منظرا غير مألوف لا يمكن وصفه وعلى الأخص عندما يخبون جيادهم. وعندما يلبسون الشال الكشميري أحيانا ، والقليل من يلبسه منهم ، يضعونه فوق أكتافهم بطريقة تترك أطرافه مدلاة على ظهورهم أو جوانبهم ويلبس عامة الناس الأحذية ذات الرباط كالأوروبيين تماما ، وهي إما سوداء أو صفراء مزينة بشلة. وقليل منهم من يستعمل الأحذية الصوفية (كلاش) وقد شاهدتها في إيران ؛ وأعتقد أنهم يجلبونها من تلك البلاد.
أما القرويون والفقراء من رجال العشائر فيلبسون الجلباب «الأنتاري» ومن فوقه لباس مصنوع من الشال «شالوون» الخشن مفتوح الزيق ، ويحزمونه من الوسط بحزام جلد وبزيم نحاسي ، وهم لا يخيطون قماش هذا اللباس إلى بعضه البعض من المحزم فما تحت فتبقى أذياله الأربعة مدلاة كأذيال المعاطف ؛ ذيلان من الأمام وذيلان من الخلف. ويكون لون هذا الرداء عادة أسمر أو أبيض أما أطراف الأكمام والصدر فتزين بخيوط مختلفة الألوان ، وعمائمهم من قماش قطني خشن بلون أحمر غامق مخطط الحواشي بالأزرق وهم يلبسون العباءة عادة ومن لا يستطيع شراء العباءة أو لا يجد فيها التدفئة الكافية يستعيض عنها بفروة
__________________
(١) يفضل الكرد رجالهم ونساءهم أبهر الألوان وأسطعها في ملبسهم.