ورعد دام حتى الصباح ، فثقلت الخيام حتى أمسى من المحال تقريبا تقويضها ولفها وتحميلها ، كما غمرت مياه الأمطار وجه الأرض فجعلتنا نقلع عن فكرة استئناف السفر في هذا اليوم. وكانت الأرض التي ضربنا بها خيمنا في القنال المندثر ملأى بالعقارب. فإن بيطرنا عندما كان يمهد مكانا منزويا في ضفة القنال ، حسبه ملائما لنومه فيه عثر على أربع عقارب كما عثرت الجماعة على عدد وفير منها حول الخيم. وهذا أمر مألوف في جميع الطنوف والأركام في هذه البلاد ، فهناك طنف بالقرب من (شهربان) يعج بالعقارب. وهبت في الرابعة بعد الظهر ريح غربية تغلبت على الريح الجنوبية الشرقية.
درجة الحرارة : ٦٦ د في السابعة ق. ظ و ٧٦ د في الثالثة ب. ظ و ٦٦ د في العاشرة ب. ظ.
٢٠ نيسان :
استمر هطول الأمطار الشديدة طوال الليل مما أدى إلى إزعاج جماعتنا المساكين إزعاجا شديدا ، وأمسى الرحيل في هذا اليوم أيضا من الأمور المتعذرة. وبدأ الرعد والمطر عند الظهر ولكنه لم يدم كثيرا ، إلا أن الرعد دام من الاتجاه الشمالي الغربي من الواحدة حتى الثالثة. وهبت أغلب العواصف من شمال مخيمنا. ثم تشتتت الغيوم وانجلت السماء مع هبوب ريح خفيفة من شمال الشمال الشرقي. وإنني لا أتذكر مطلقا موسما عجيبا كهذا ، أما تأثيره فينا نحن المسافرين فكان مزعجا. وكانت درجة الحرارة أثناء العاصفة ٦٦ د.
٢١ نيسان :
عمّ البرق الأفق طوال الليل ، والرعد بعيد عنا ، الأمر الذي أقلقنا كثيرا وكانت الريح عند الصباح شرقية وجنوبية شرقية.