وهما يتطاردان بسرعة فائقة فوق الصخور. ولما كانت المنطقة غير مأمونة أو كانت بالأحرى على غير وئام مع العائلة البابانية فقد تبادر إلى ذهن عمر آغا بأن الأعداء يعقبون رسولية فتهيأ ورجاله الذين معه للقتال وأشهروا أسلحتهم ولكن الأصوات انقطعت على الفور ، انقطعت مدة من الوقت دون أن يقف على كنه ما حدث ، فاضطر إلى الاتجاه بحذر نحو مصدر الأصوات حيث بوغت بالعثور على جواد لا راكب عليه ، ووجد الخيال مطروحا على الأرض ، أما الخيال الآخر فقد ترجل إلى جانبه وظل حيث هو ممسكا عنان جواده. وقد ظهر أن الرجلين بعد أن اشتريا الخبز رجعا ووضعا مقدارا من الدراهم رهانا للسباق بينهما ، وبدأ السباق على الفور وكانت الأرض غريبة عنهما وهي صخرية وعرة والليلة حالكة الظلام ، مما أدى إلى سقوط أحدهما وانكسار عظم فخذه.
والكرد فرسان شجعان لكنهم يجهلون أصول الفروسية ، إذ يندفعون بخيلهم على أية أرض وبأية سرعة كانت ، وهم يستديرون وينعطفون بخيلهم دون رحمة أو شفقة. وهم يقومون بكل هذه الحركات بخشونة ، وبقوة وبالالتصاق على ظهور الخيل وحسب ، وهم لا يحسنون معرفة نسل الجواد المعرفة الجيدة. وإن خيولهم جميعها حتى العربية منها ، تصاب بعد حين بالعاهات وتمسي كذلك جفولة شرسة. والكردي يفضل الجواد العزوم الشرس ، إذ يعتقد أن ذلك مما يظهر المهارة والشجاعة في فارسه. أما العرب ، فعلى خلاف ذلك فهم فرسان ماهرون هادئون. ولك أن تركب جوادا ركوبا مريحا وأنت تسير وراء العربي أو وراء التركي في بعض الأحيان ، أما وراء الكردي فلا. هذا والكرد يعتنون العناية كلها بخيلهم وهنالك الكثير من رجال الكرد الذين يسوسون جيادهم بأيديهم. ولا يستبعد أن يعلفوها العلف الكثير ، ويدفئوها الدفء الجيد ، الأمر الذي يجعلها أقل تحملا للمشاق التي يخطر ببال المرء وقوعها بين هؤلاء القوم. لقد تفشت في هذه الأيام بينهم الرغبة في اقتناء الجياد العربية وكثيرا ما يدفعون المال