يشقّون طريقهم عبر الصحراء الموحشة. لقد كان المنظر من المناظر التي يعتز بها الشعراء الاعتزاز كله. إلا أنه جعلنا في حال مؤلمة من ترقب ما سنلاقيه من العواصف أو السيول التي لن تقو على مقاومتها خيامنا الرقيقة الممزقة بعض التمزيق. وأخيرا لاح أن العاصفة انطلقت نحو الجنوب الغربي منا بعد أن ناوأتها تيارات معاكسة عليا صفعتها من كل الجهات ، ولم يصبنا منها إلا جزء من زخة مطر شديدة استمرت ثلاث ساعات (من التاسعة حتى الثانية عشرة) ثم أعقبتها هبات ريح جنوبية شرقية قوية. أما البراغيث والبعوض ، وذكراي لمتاعبي في بغداد فقد حرمتني لذة النوم حتى الصباح تقريبا حيث استسلمت إليه آنذاك.
٢٢ نيسان :
عندما نهضت في الخامسة والنصف من صباح اليوم وجدت السماء قد ارتدت رداء رصاصيّا غامقا ، ينذر بيوم ممطر على وجه التأكيد فتخليت عن فكرة استئناف السفر. وقد بدأ المطر يتساقط في جو بارد منذ السادسة والنصف تقريبا فاستمر طيلة النهار مما خيب آمالنا الخيبة كلها. ثم صحت السماء عند الغروب وهبت ريح جنوبية شرقية.
درجة الحرارة ٦٣ د في السابعة ق. ظ ، و ٦٧ د في الثالثة ب. ظ ، و ٦٢ د في العاشرة ب. ظ.
٢٣ نيسان :
ليلة صافية بديعة ، ونسيم عليل من الجنوب الشرقي. هبت عند الصباح ريح شمالية غربية ، ولكن ما كادت تهب إلا وتغلبت عليها ريح جنوبية شرقية أقوى.
امتطينا صهوات الجياد في السادسة والربع ، فشاهدنا تلال خرائب بالقرب من (جوبوق) ، إلا أن المجال لم يكن فسيحا لنا للتلبث