ومعاينتها. واضطررنا إلى العدول عن طريقنا وإلى التوجه نحو (ديالى) تجنبا من البرك التي كونتها مياه الأمطار يوم أمس. وكانت سلسلة جبال (زاغروس) الممتدة إلى (طاووق) تؤلف الحدود النهائية لمجال رؤيتنا حالما تركنا قرية (جوبوق) الكائنة في أرض منخفضة بعض الانخفاض.
وصلنا في التاسعة إلى (ده لي عباس) فوجدنا أن الخراب قد حل بالمنزل ـ الخان ـ (Post ـ House) تماما فهجر ، فنصبنا خيمنا بين المنزل وبين قنال (الخالص) حيث كان يوصل ضفتيه جسر ذو قوسين وقوس إضافي عند كل من رأسيه احتياطا لطوارىء الفيضان ، وكان اتجاه مسيرنا العام شمالا. أما التختروان والأمتعة فقد سارت في السادسة والنصف فوصلتنا في العاشرة. لقد أخبرنا القرويون بأن الأمطار هطلت عندهم مدة ثمانية أيام متوالية فغمرت الأرض بتمامها. وفي ليلة الثلاثاء شوهد من هذه القرية سقوط ثلاث صواعق ، أو شهب تخر بسرعة متناهية من الغرب نحو تلول حمرين. وفي الحقيقة إن كثرة التفريغات الكهربائية كانت هائلة. ولم يسبق لي أن شاهدت برقا متواصلا ، ساطعا طوال الأيام منذ أن ساءت الأحوال الجوية. وما كدنا نصل مضربنا إلا وهبت الرياح الشديدة من الجنوب ثم تبدلت إلى الغرب الجنوبي عند المغيب. ودام البرق على شدته طوال الليل من الشمال الغربي إلى الجنوب الغربي دون رعد. وكان الليل هادئا ، والغيوم خفيفة.
الحرارة ٦٠ د في السادسة ق. ظ ، و ٧٤ د في الثالثة ب. ظ و ٦٤ د في العاشرة ب. ظ.
٢٤ نيسان :
لم نتمكّن من طرق الممر المباشر في تلال حمرين ، إذ كانت جميع السبل بين التلول و (ده لي عباس) مغمورة بالمياه في الغالب ، وكان مستنقع (البو فرج) المليء بالمياه عن يسارنا يمتد حتى (دلتاوه) ، فانتهجنا