ممرنا القديم الذي سرنا به في رحلتنا السابقة. ركبنا في الخامسة والنصف فخضنا البرك العديدة والأوحال الكثيرة نحو الممر فوصلناه في السادسة والنصف ، وهذا الخانق (القطع في الجبل) الذي ذكرناه فيما مضى ، فتحه جد فيض الله آغا (صديق لي في بغداد) في عهد عمر باشا ، واسمه (صاقال طوتان) ومعناه القابض على اللحية. وفي السابعة والنصف اجتزنا الطريق إلى (بارادان) وهنا يتفرع إلى اليمين حيث يوصلنا إلى القرية التي نقصدها ، إلا أننا علمنا أنه أمسى من الصعب جدّا خوض (نارين) لارتفاع مياهه من جراء الأمطار الهاطلة أخيرا. وفي الثامنة والربع اجتزنا الجبال فتركناها على يسارنا حتى وصلنا جسر (نارين) في العاشرة والثلث. فرأينا أن مياه هذا النهر كانت قد ارتفعت إلى ما يقارب العشرة أقدام ، ولكنها انخفضت ثانية انخفاضا كليّا تقريبا. فشربنا القهوة هنا ثم استأنفنا السير في الحادية عشرة ، بمحاذاة النهر لا على الطريق المباشر تجنبا من أوحال عميقة لتربة نطرونية ـ نايتروس آزوتيه ـ تركناها عن يميننا.
وفي الواحدة إلا ثلثا وصلنا إلى (التلة السوداء) (قه ره ته به). أما التختروان فتحرك في السادسة والتحق بنا في الثانية والنصف. وسبب تأخره سيره من (نارين) باتجاه مستقيم موحل عوضا عن استدارته متجنبا الأوحال كما تجنبناها.
ففي الناحية الجنوبية من القرية وعلى اتصال بها ، وبالقرب من مخيمنا ، طنف مرتفع تعلوه مقبرة صغيرة ، يسميه الأهلون (نماز قيلان ته به) أو تل المصلى ، وهو المصلى الذي يؤمّونه للصلاة في العيدين. صعدت الطنف لتسجيل بعض الاتجاهات بالقنباص (البوصلة) فلاحظت من فوري بأن الطنف اصطناعي ، الأمر الذي جعل (آغا سيد) (١). ينقب
__________________
(١) السكرتير الإيراني للمستر (ريج).