فيه ، وما شرع بالتنقيب إلا وعثر على فخارة رميم وفيها بعض العظام وهي كالفخارات المعثور عليها في (بابل) و (سلوقية ـ (Seleucia وعلى أثر استمرارنا في التنقيب عثرنا على عدد آخر منها ، إلا أنها كانت هشة لا يمكن إخراجها من الأرض إلا مهشمة. وكانت فتات الفخارات متناثرة على وجه الأديم ، وسطح الطنف مليئا بها وإني أعتقد والحالة هذه بأن هذا الطنف ما كان إلا دخمة (Dakhma) أو مرقدا يلقي الفرس عبدة النار موتاهم عليه ، ثم أصبح مدفنا ، ومصلى للمسلمين. وأخبرني الأهلون بأنهم كانوا يعثرون في هذا الطنف أحيانا على بعض الحلى الفضة الصغيرة ولكن لم يكن لديهم نماذج منها. ويقع هذا الطنف في أقصى القرية من الجنوب ويتراوح ارتفاع أعلى قمة منه بين ١٥ و ٢٠ قدما عن سطح الأرض.
درجة الحرارة ٦٠ د في السادسة ق. ظ ، و ٧٤ د في الثالثة ب. ظ ، و ٦٤ د في العاشرة ب. ظ.
٢٥ نيسان :
سرنا في الخامسة والنصف فوق تلول حصوية ، تقع (قه ره ته به) على منحدرها الغربي وكان المنحدر وهو ضلع من التلول ذاتها بسيط الميل جدّا ، ينتهي عند واد صغير. ومن هذا الضلع يبدأ النزول بمنحدر طويل إلى جسر (جمن) الذي وصلناه في السابعة والربع. وبعد اجتيازنا مسيلا عريضا في التاسعة والدقيقة العاشرة صباحا ترجلنا لشرب القهوة بعيد ارتقائنا مرتفعا بسيط الميل أيضا. وفي العاشرة والثلث استأنفنا المسير فوصلنا (كفري) في الحادية عشرة.
وفي (كفري) لم نجد الضابط ـ رئيس القرية ـ وقد خرج لاستقبالي مع خمسة عشر خيالا عند المسيل ، إلا أننا أضعنا بعضنا البعض في شعاب منحدرات التلول ، أما التختروان فسار في السادسة ، والتحق بنا في الثانية