درجة الحرارة ٨٥ في الثانية بعد الظهر ، و ٥٩ في العاشرة بعد الظهر.
٢٢ تشرين الأول :
ركبنا في السادسة والثلث من صباح اليوم واضطررنا إلى السير في الاتجاه الشمالي الغربي إلى مسافة لا يستهان بها تخلصا من أرض موحلة. وكان الهواء عند طلوع الشمس قارصا ، وبعد السابعة بقليل وصلنا إلى جبل (طاسلوجه) حيث يتسع خط التلال عندها عرضا وينخفض كثيرا ، ولم تكن قنن تلولها صخرية كما كانت تظهر بفترات على قمم التلال الأخرى من السلسلة ، وهي تزداد ارتفاعا فوق السهل نحو الجنوب الشرقي ، وقد يكون ذلك بسبب انخفاض السهل في ذلك الاتجاه نحو نهر ديالى ، وكذلك الأمر في سهل (بازيان) ذلك السهل الذي انحدرنا إليه بعد ارتقاء متدرج جدّا في نحو الساعة الثامنة. وهذا السهل ينشطر من وسطه بخط تلال أوطأ من تلال (قه ره داغ) التي يظهر أنها تنتهي عند جنوب طريقنا بقليل والمتكونة من الأحجار الرملية وطبقاتها مرتفعة إلى الشرق ومنحرفة انحرافا مائلا إلى الغرب. وقد صادفنا في هذه الأماكن بعض الرجال ومعهم فلو جاؤوا به من كركوك لبيعه في السليمانية. لقد أعجبني الحيوان وبدأت أتساوم عليه فاشتريته بمائة وخمسين قرشا عينا (١). ولم تعقنا هذه المعاملة عن طريقنا ، إذ إن الباعة رجعوا من حيث أتوا وصاروا يتساومون معنا ونحن دائبون على المسير (٢).
__________________
(١) إن قيمة القرش العين في ذلك الزمن تتراوح بين الشلنين والشلنين ونصف الشلن.
(٢) إن الصخرة العمودية التي لاحظت سمتها في السليمانية كما دونته في ملحوظاتي الفلكية باسم (آردالان) كانت على يميننا باتجاه شمالي غربي. وهي قمة فوق التلال التي تؤلف الحدود الغربية من سهل أو وادي السليمانية.