خط تلال (كيشه خان) و (قه ره حسن) الصغيرة المخددة وهي تمتد إلى الشمال الغربي ، والجنوب الشرقي. وقد انخفض توّا مستوى الأرض عن يميننا انخفاضا وعرا خربا ، ويبدو أن انخفاضها بلغ عمقا يزيد على المائة قدم ، وكأنها تغيرت تغيرا عجيبا وخطت فيها نتوءات من أحجار رملية خطوطا متوازية بفجوات متساوية ، وكلها منبطحة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي ، وكانت شأن غيرها من الطبقات التي مررنا بها ، ترتفع نحو الشرق وتنحدر نحو الغرب انحدارا كبيرا جدّا. وكان قعر هذا المنخفض متشققا أيضا ، خددته مجاري المياه. ويشاهد المرء بوضوح في الكثير من هذه الشقوق والأخاديد آثار نترات البوتاس ، ولون التربة على العموم أحمر غامق ضارب إلى السواد. وقد انحدرنا إليها في السابعة والنصف ، وبقينا نسير بين طياتها طيلة مرحلتنا لهذا اليوم.
وبعد مدة قليلة جئنا إلى قرية (شيخ ويسي) الصغيرة في منطقة (شوان) ، وقد وجدنا هنا أنفسنا قد حدنا قليلا عن الطريق فانعطفنا إلى الجنوب بخمس وأربعين درجة إلى الغرب للعودة إلى طريقنا الأصلي.
وشاهدنا الكثير من شجر الدفلة على ضفتي جدول ماء صغير ، ووصلنا إلى طريقنا الأصلي في التاسعة إلا ربعا ، وكان للأرض المحيطة بنا منظر غريب جدّا ، فكأنها تخططت بسطور مائلة متوازية مكونة من طبقات أحجار رملية متشققة ، ونشزت عن وجه الأرض فبرزت فوق الأديم بروزا قليلا.
وفي العاشرة والنصف وصلنا إلى قرية (غزالان) الكبيرة (١) فرأينا فيها بعض اليهود. والظاهر أن سكنة هذه المنطقة هم من الطائفة المسماة ب (جراغ سونديره ن) أي مطفئوا الأضواء ، وبعد رحيلنا من هذه القرية بقليل بدأت الأرض ترتفع أيضا ، وأصبح طريقنا متكسرا جبليّا ووصلنا إلى
__________________
(١) وصحيحها (غزاوان Gazavan) كما جاءت في الخرائط الحديثة ـ المترجم.