مراحنا هذا اليوم في قرية (غوولووم كووه ـ Ghulum Kowa) (١) في منطقة (شوان) في الدقيقة العاشرة بعد الزوال ، وقد سرنا مدة خمس ساعات وأربعين دقيقة ، وكانت سفرتنا لهذا اليوم سفرة غير مريحة في طرق متعبة في منطقة وعرة ، وكنا نشاهد تلال كركوك من موقعنا هذا وكأنها نجد منبسط يهبط هبوطا متدرجا متكسرا متخددا إلى بقعة الأرض الواقعة بين تلك التلال وبين (ده ربه ند). درجة الحرارة ـ ٦٢ في السادسة قبل الظهر ، و ٨٤ في الثانية بعد الظهر ، و ٦٤ في العاشرة بعد الظهر.
٢٤ تشرين الأول :
ركبنا جيادنا كالعادة في نحو السادسة إلا ربعا فخرجنا صاعدين من الوادي الضيق الذي تقع فيه قرية (كوولوونكه وه) وقد أمسى أديم الأرض مزيجا من التراب والحصى ، يغطي أضلاع الأحجار الرملية التي شاهدناها في كل منخفض مررنا به يوم الأمس ، أما لون التربة فلم يعد بمثل الحمرة السابقة. وهذه البقعة من الأرض تلية وإنني لأعتقد بأن جميع البقاع الحصباوية الأخرى تلية أيضا تتخللها أودية وعرة عميقة ، تقطعها مجاري المياه التي تبلغ أحيانا عمق ستين قدما ، والأرض في هذه الأماكن لا يظهر من طبقاتها إلا التراب حتى وإن كانت مقاطعها بمثل هذا العمق ، ولا تظهر فيها الأحجار الرملية ، وإن الحصى الذي شاهدته كان إما من الأحجار الرملية أو من المرمر أو الجبسين أو أحجار النورة. اجتزنا واديين عميقين
__________________
(١) هذا ما جاء في النص ، وقد جاءت الكلمة في الخرائط الحديثة (غوولام كاوا ـ Ghulam Kawa) وأقربها إلى اللفظ الكردي (كوولوونكه ره) ـ الكاف الأولى فارسية وقد جاءت في رحلة المنشئ البغدادي ب (كله كوه) ، وذكر المنشئ اسم قرية «كل كبود» ـ الصفحة ٧٥ من رحلته ـ ولم يذكرها ريج في رحلته ، كما أننا لم نتحققها ولم نعثر عليها في الخرائط ، والظاهر أن الاسم لم يكن إلا ترجمة إلى (كوولوونكه ره) ـ المترجم.