ببعض الصعوبات وكان الارتقاء منهما نهودا أكثر من انحدار نزولهما وذلك بعد وصولنا بمسافة قليلة إلى قرية (كوولوونكه وه). إننا لا نزال في منطقة (شوان) ، والإدارة فيها تتبع أصولا لم أتمكن من إدراك كنهه ؛ فالمنطقة تابعة إلى (كركوك) ولكن القرويين تابعون إلى كردستان. وهذه المنطقة تراجع في شؤونها السليمانية تارة و (كوى سنجاق) تارة أخرى. ومن (كوولوونكه وه) ينعطف طريقنا نحو مرتفعات هذه المنطقة التلية المتشققة الأركان ، وهذه هي الحقيقة ، لم تكن إلا امتدادا إلى منطقة (قه ره حسن) وهي في حالتها الآن جرداء قاحلة تماما ، إلا من بعض الشجيرات في الوديان ، لا يرى المرء فيها خضرة حيثما وجه نظره. لقد تذكرنا كثيرا وهاد كردستان البهيجة تلك الوهاد الجميلة حتى في موسم ذبولها في الخريف. ولا يزال (غودرون) شامخ الرأس من بعيد.
ومجاري المياه التي شاهدناها اليوم وفي الأمس ، كانت تجري عن يسارنا. وفي السادسة والنصف تشعب طريقنا إلى الجنوب قليلا من طريقنا إلى كركوك. وبعد الثامنة بقليل اضطررنا إلى الوقوف لمدة قليلة ، لإعادة نعال سقط من حافر جوادي. وكانت كل من (خال خالان) و (كوى سنجاق) في تمام الاتجاه الشمالي منا. واستأنفنا المسير في الثامنة والنصف ، وكانت الأرض الآن أقل تشققا ، أو أن تشققها أقل عمقا من سابقتها ، وفي العاشرة إلا عشر دقائق وصلنا إلى قرية (قفار) وهي منتهى مرحلتنا اليوم. وكان أغلب القرويين في خيامهم بجوار القرية ؛ والأرض والقرويون هنا تابعون إلى كركوك. لقد سرنا اليوم مدة ثلاث ساعات وخمس وثلاثين دقيقة.
التحق بنا عمر آغا في الليلة الماضية وقد أخبرنا بأن عثمان بك رضي أخيرا بالذهاب إلى كوى سنجاق. وعمر آغا المسكين لم ينجح في طلبه لاستعادة قراه ، وقد جاء بجميع رجاله وأفراد عائلته إلا النساء منهم ؛ إنني سأبذل كل ما في وسعي من أجله.