درجة الحرارة ـ ٥٠ درجة في السادسة ب. ظ. و ٨٨ درجة في الثانية ب. ظ.
٢٥ تشرين الأول :
سرنا في السادسة من هذا الصباح. وكان اتجاهنا شماليّا غربيّا بثلاثين درجة ونزلنا إلى واد يسيل فيه جدول يروي الكثير من القرى ، ويدير الكثير من الطواحين التي تعلوها الحصون الصغيرة ، وتحيط بها عدد من الأشجار ؛ ومظهرها من بعيد أشبه بكنائس القرى. ويأخذ الوادي بعد ذلك بالانحدار متسعا نحو السهل ، والمعتقد أنه سهل (كوك ده ره) والجدول يصب في (كوبري صو). لقد مررنا بقرى كثيرة ؛ ومن بين القرى الكبيرة التي شاهدناها قرية اسمها (عمر بك). لقد وصلنا الآن سهلا واسعا جميلا ، وإن كان أديمه لا يزال حصباويّا فإنه غني بالمزارع ، وأراضيه صالحة لزراعة الحبوب. والقرى الكبيرة متبعثرة ، في جميع الاتجاهات فيه. وإحدى هذه القرى كانت في أول مدخل السهل ، وفي جوارها طنف اصطناعي صغير ، وإنني لم أتمكن من معرفة اسمها. وكانت تلال (قيزبير ـ Kizbeer) (١) أمامنا وهي تمتد عن يسارنا والسهل يصل حتى سفحها ، أما عن يميننا فكانت تمتد الأرض المتكسرة التلية التي غادرناها الآن.
وفي السابعة اجتزنا قرية (كوك ته به) (٢) وطنفا كبيرا جدّا عن
__________________
(١) لم يتحقق المترجم هذه التسمية. وقد جاءت في النص تارة (قيزبير) وتارة (كي بير) واستنادا إلى وصف الكاتب يظهر أنه يقصد بها تلال (آوانه داغ) وهي السلسلة الممتدة بموازاة طريق (آلتون كوبري) ـ (الكوير) إلى شرق (قه ره جوق داغ) مباشرة.
ويسميها الأهلون اليوم (زووركه زه را) وهذا وصف أكثر من أن يكون اسما.
(٢) علم المترجم أنه لم يبق لهذه القرية من أثر الآن سوى تل صغير يطلق عليه (كوك ته به). والظاهر من وصف الكاتب أن هذه القرية كانت بالقرب من قرية (كوكجه) القائمة الآن.