سعتها. وليس من المعقول أن تكون مدينة كانت قائمة في هذا المحل.
وعلى كل حال ليست هذه (دستجرد) وإنما هي أحد قصور الصيد التي كان ملوك ساسان يترددون إليها.
وعلى ناحية التل وراء الخان وجدت سياجا مربعا أشبه بالحصن محاطا بأبنية مكورة ، إذا صح التعبير ، كان داخلها سالما من العطب وهي صغيرة المساحة تشبه قمعا مقلوبا. وكان طرازها المعماري من أخشن ما رأيته. ويظهر أن بناءها مؤلف من حصاة كبيرة مستديرة مكومة فوق بعضها دون اهتمام أو ترتيب ، فوق طبقة كثيفة من «المونة» الخشنة.
وعند الزاوية الجنوبية الغربية فوق مسيل وجدت بقايا قنطرة من الطراز الخشن نفسه ، تقع على مسيرة عشر دقائق مما نسميه المدينة.
وقبل بلوغها مررنا بتلال مؤلفة من طبقات عمودية متوازية من الصخور الرملية ، وقد حاول رفاقي إقناعي بأنها آثار أبنية. ومن الغريب أن هؤلاء كانوا على استعداد للاندهاش من أي شيء يرونه. إذ كانوا يهتفون بكلمة «عجائب ..» كلما وقعت أبصارهم على طلل لا أهمية له ، وكانوا أحيانا يعلقون بقولهم إن من المستحيل أن تقام بناية على هذا الطراز في الوقت الحاضر.
__________________
من ابنة الإمبراطور (موريس) التي يغلب الظن بأنها بطلة القصة الشرقية المعروفة «خسرو وشيرين» و «فرهاد وشيرين» وهذه البطلة قد تشرفت بأن وضع أنشودتها باللّغة الألمانية جوزيف فون هامه ر في قصيدته «شيرين» وإن من أراد الإطلاع على تفاصيل أكثر عن حياة هذه البطلة والقصائد التي نظمت فيها ليجدها مسهبة في الكتاب الذي صدر أخيرا بقلم أحد المستشرقين البارزين العاملين بعنوان «تاريخ الشعر العثماني».
أما البلدة التي يقال إن (كسرى به رويز) كان قد بناها إكراما لشيرين فاطلق عليها اسمها وصف أن موقعها بين بلدتي (حلوان) و (خانقين) ويروى أن كسرى قال لشيرين «إن الملك أمر جليل لو دام إلى الأبد» فأجابته بقولها «لو كان الملك مما يخلد لما وصل إلينا» ـ الناشرة.