أما البلدة ففي محيط غير منتظم لا تزيد مساحته على الميل الواحد. ولها أربعة مداخل كان الغربي منها أفضل حالا. وأنا الآن أشرع بوصف هذه الأطلال حسب الترتيب التي شاهدتها به ، فقد كان أول ما شاهدناه بعد اجتيازنا السور ، وإلى الشمال الغربي مما أسميه القلعة ب (١٥) درجة ، بناء مربع الأركان يتجه إلى
الجهات الأربع الأصلية ، وكان ذرع طول كل ضلع منها ثلاثة وخمسين قدما ، أما ارتفاعه فلم أضبط قياسه وقد يكون أربعين قدما. وفي كل ضلع من البناء بوابة مقوسة فوقها نافذة ضيقة. أما السقف ، ويظهر أنه كان معقودا فقد تهدم. والبناية كما ذكرت خشنة الإنشاء يكسوها الطابوق الأحمر الغليظ ، وكانت تقسيمات النوافذ والأبواب من هذا الطابوق أيضا ، وكان قسم منه ظاهرا في مكانه. ووجدت إلى الجانبين الشمالي والجنوبي ساحات صغيرة مربعة على جوانبها حجرات صغيرة منهدمة وإلى الجانب الشرقي منها آثار بناء طويل يحتوي على شقة ضيقة ، يظهر أنها كانت معقودة السقف.
أما الخرائب الرئيسية في واجهة هذا البناء الذي كان يذكرني بأطلال دارا ، فقائمة في قلب المدينة. والظاهر أنه كان دكة واسعة تعلوها