شيرين) حسب التخمين الإجمالي ٣٤ درجة و ٣٠ دقيقة و ٣٩ ثانية شمالية.
وفي اليوم التالي بعد أن مرت بنا ليلة قارصة البرد توجهنا نحو أطلال (حوش كه رو) التي لا يعرف عنها شيء حتى الآن. وهي واقعة في باشوية زهاو الكردية التي سبقت الإشارة إليها في (قزيل رباط). نهضت عند طلوع الشمس على الرغم من البرد ؛ وأثناء ما كانت الخيام تقوّض ، ذهبت لإلقاء نظرة على الأطلال التي نسيناها نهار الأمس ، إنها وراء القلعة من ناحية الخان وكانت قائمة فوق أعلى مرتفع في هذا المكان ، فوق جبهة التل المشرف على الخان. وكانت هذه الرابية مستديرة في أعلاها ، وقد بنيت من جميع أطرافها أو أحيطت بسياج تتخلله الفجوات. وكان بناؤها من الطابوق الأحمر الغليظ. أفلا يمكن أن تكون هذه «دخمة فارسية» أي المحل الذي يلقى عليه الموتى؟. أما التلال المجاورة فكانت من الجبسين ؛ والتربة حمراء سبخة في بعض الأماكن. وقد عثرت عند أسفل الرابية والخان على بقايا أساسات قديمة. لكنني على يقين من أنه لم تكن هنا بلدة. وإنما قصر للصيد ، كما أنني لا أعتقد أنه كان بناء داخل السياج عدا القصر الذي مر بنا وصفه.
امتطينا جيادنا في السابعة فشرعنا نسير في تلال موحشة بين العشائر الكردية التي كانت من عنصر أرقى من عشائر ماردين (١) ومررنا بإبل لأمير كرمنشاه كانت ترعى ، كما صادفنا جماعات عديدة من عشائر (زه نكه نه) مع عوائلهم. وكنا كلما مررنا بجماعة من الكرد أو مضارب لهم يصر سليم آغا على أن ينفخ جنودنا بأبواقهم زاعما أن ذلك «هيبتلي»
__________________
(١) كان المستر ريج وأسرته خلال إقامتهم في (ماردين) في رحلة سابقة من بغداد إلى استانبول قد تعرضوا إلى مصاعب بل أخطار من الكرد الرحل الضاربين بجوار البلدة. وهم أناس مشاغبون خارجون على القانون غدارون ـ الناشرة.