أي مما يزيد في هيبتنا. وبالحقيقة إنني أستطيع أن أؤكد لك بأني وجدت الأبواق تزيد في هيبتي أكثر مما لو أضيف إلى رجالي خمسون جنديّا آخرين. وقد صرح الكرد بأنهم عرفوا أنني ال «ايلجي» أي السفير ، من الأبواق التي ترافقني ، سيما أولئك الذين سبق أن تعرفوا إلى الجنرالين (مالكولم) و (يارمولوف). وعلى ذكر يارمولوف أقول إن كمنجاتيّا كرديّا عجوزا عزف لي رقصة قوزاقية قال إنه تعلمها من الجوقة التي كانت تصحب يارمولوف. أما على ذكر الأبواق فأقول إنه حدث في (حوش كه رو) أن اهتاج جوادي وانتصب واقفا على رجليه وهاجم جوادا آخر كان بالقرب منه فقابله هذا بالمثل. ومن جراء ذلك سقط حامل البوق الذي كان واقفا بين الجوادين على الأرض فوق الأحجار المتبعثرة. فخيل لمن كانوا معي أن قحف رأسه قد تهشم فصاروا يهنئونه على سلامته ، وقد قال : ـ «لم أكن خائفا على رأسي وإنما كنت أفكر بالبوق الذي أحمله إشفاقا عليه من الانفعاص» ؛ ولكنه لم يتعطب.
وصلنا إلى أطلال (حوش كه رو) في التاسعة والنصف. وكان الطريق إليها يتلوى بين التلال لكن اتجاهنا العام كان شماليّا بثمانين درجة إلى الغرب من (قصر شيرين). و (حوش كه رو) يشبه (قصر شيرين) الشبه كله ولكنه أقل تداعيا منه ، الأمر الذي سهل لنا رسم مخطط له. وهنا قابلنا بعض الكرد ال (بتاره وه ند) من أتباع أمير كرمنشاه وهم على جمال يفوق المعتاد ونشاط وأدب ، فقدموا لنا لبنا رائبا لذيذا وجبنا طريّا تمتعنا منه بأكلة شهية قبل شروعنا بفحص الأطلال.
وتتألف أطلال (حوش كه رو) أولا من سياج من جدران حجرية ذات شكل غير منتظم يتبع تموج الأرض. وهي أقل امتدادا من أسوار قصر شيرين ، غير أنها لا تضم أية خرائب. وعلى بعد نحو مائة ياردة إلى الجنوب توجد البناية التي جئت خصيصا لمشاهدتها وهي التي يطلق عليها (حوش كه رو) ويزعم بعض الكرد أنه المكان الذي كان (كسرى) يربي