النقطة ، وتحت ذلك نجد (ده ميرقبو) وهو مضيق قد حصن فيما مضى ، حيث توجد باب حديدية هناك. وإلى ما وراء تلك النقطة المسننة في التلال يظهر أن السلسلة تنعطف ثانية نحو الغرب. وفي الساعة السابعة قبل الظهر كان اتجاه طريقنا شماليّا غربيّا ب (٤٥) درجة. وهنا تبدو التلول الجبسية وكأنها قد انتهت ، إلا أنني أعتقد أنها في الحقيقة لم تنته ، بل الأحرى أصبحت سلسلة تلال حصوية منخفضة تميل نحو الغرب ، تظهر فيها الأحجار الرملية هنا وهناك. وأصبح طريقنا بمحاذاة التلال الحصوية وهي عن يميننا. وفي الثامنة إلا ثلثا لاحت مآذن (طاووق) لأبصارنا. ذهبت إلى تل صغير ـ وهو أحد تلال السلسلة الفرعية الحصوية ـ على يمين الطريق مباشرة ومن هنا أتيحت لي فرصة جيدة لرؤية (طاووق) و (طوز خور ماتو) في آن واحد ، في النهايتين الشمالية والجنوبية من الأفق. وكانت (طاووق) على ١٥ درجة شمالية غربية و (طوز خور ماتو) على ١٥ درجة جنوبية شرقية. ومن هنا أيضا ظهر لي أن السلسلة الجبسية تنتهي حالا في أقصاها الشمالي إذ يتشعب من حافتها الغربية خط التلال الحصوية الذي كنا نسير بمحاذاته ساعة كاملة ، والخط يتجه نحو الشرق. أما الساحة الوسطى فتؤلف حوضا مليئا بالردم ، أو التلول الحصوية وقد خددتها أو جزأتها إلى تلال صغيرة ، مجاري مياه الأمطار أو سيولها التي تجمعت بدورها فكونت المسيلات. وعلى بعد بضعة ياردات يوجد كهريز وهو أول ما شاهدناه في هذا الطريق. والكهريز قناة تحت الأرض لإسالة مياه منبع في التلال إلى المزارع في السهول ، وتمر القناة بآبار أو حفر على مسافات تعين خط القنال. وعلى مسيرة عشر دقائق أخرى مسيل عريض امتلأ بمياه الأمطار التي هطلت بغتة بغزارة ، وهذا المسيل في منتصف الطريق بين (طاووق) و (طوز خور ماتو). وعلى مسافة غير بعيدة منه نجد مسيلا آخر أصغر مملوءا بالمياه الصافية. ولقد أصبح طريقنا الآن متموجا تموجا خفيفا. ووصلنا في العاشرة إلى (طاووق