لتعيينه طالبا حربيّا في الخدمة العسكرية. وعندما أعلمه هذا الصديق بتعيينه ، مبديا أسفه لأنه لم يتمكّن من أن يجد له منصبا خيرا من هذا ، أظهر المستر ريج شدة اعتماده على نفسه فاندفع يقول بسرور : «دعني فقط أصل إلى الهند ، واترك الباقي إليّ».
هكذا أصبح ميدان العمل الواسع الذي كان حتى الآن يجول في مخيلته ، وبالأحرى بعيدا عنه ، في متناول يديه. وراحت تملأ ذهنه كل الخيالات النيرة التي تلوح عادة لأنظار آمال الشباب ، فأسرع إلى لندن ، وراجع دائرة الهند لإتمام الإجراءات الضرورية التي كان عليه أن يتمها قبل تسلمه مهام وظيفته.
وفي هذه الفترة كتب (روبرت هول) المشهور الرسالة التي نقتطف منها العبارات التالية إلى صديقه (السير جيمس ماكنتوش) ، حيث يظهر فيها أكثر من أي شيء آخر ما كان المستر ريج يتركه في نفوس المتصلين به حتى في هذه الحقبة المبكرة من حياته.
«شيفورد ، بالقرب من كمبرج ٣٠ كانون الأول ١٨٠٣».
«اسمحوا لي قبل أن أختتم رسالتي ، أن ألفت اهتمامكم إلى سيد شاب يدعى المستر ريج ، الذي سيرافقكم في نفس الأسطول الذي سيقلكم إلى بومباي ، كطالب حربي».
«إنه من أهالي (بريستول) وقد كان لي السرور بمقابلته مؤخرا ، وهو شاب فوق المستوى المعتاد ، تمكّن بدون مساعدة أو بالقليل منها من تعلم لغات الشرق ، فأتقن العبرية والكلدانية والفارسية والعربية وبالإضافة إلى اللاتينية والفرنسية مع بعض الوقوف على اللّغة الصينية التي بدأ يحل رموزها وهو لما يتجاوز الرابعة عشرة من عمره».
«وهو اليوم في السابعة عشرة من العمر ، تساوره رغبة ملحة للسفر إلى الهند ليتاح له الانغمار في ميله الشديد إلى الآداب الشرقية ، ولذلك