وبعد مشاق عديدة تمكّن بالأخير من الحصول على منصب طالب حربي».
«إنه شاب من عائلة كريمة ، ذو شخصية وحذق عظيمين ، ويدعى كما بينته لكم على ما أظن المستر ريج. وإذا وجدتم من المناسب منحه شرف التعرف إليكم ، فإني على ثقة من أنه سوف لا يجعلكم تندمون على عطفكم وتلطفكم».
هذا وبينما كان المستر ريج ينتظر في دائرة الهند ، إذ اتجهت أنظار المستر ـ والان السير تشارلس ويلكس ـ المعروف بعلو كعبه في لغات الشرق إلى مقدرة هذا الطالب العسكري في اللغات الشرقية ، فقد وجده بعد الاختبار أعظم مما كان يتوقع ، وأن حذقه كان غير اعتيادي إذا قورن بالوسائل التي تمكّن بها من تعلم هذه اللغات. ولذلك فإنه لم يلبث أن عرضه على أعضاء مجلس الإدارة كشاب يحمل من النبوغ الفريد النادر مما يجعله يشرّف أية مهمة يضطلع بها تحت رعايتهم.
وبناء على هذه التوصيات التي عرضت بشأن مؤهلات المستر ريج فقد عينه المرحوم (إدوار باري) بتقدير كلّي لوظيفة كاتب تحريرات في مؤسسة بومباي وهكذا تغيرت وجهته من الخدمة العسكرية إلى الخدمة المدنية في تلك المصلحة. ولأجل أن يتمكن من إتقان اللغتين العربية والتركية اللتين سبق أن أحرز فيهما تقدما غير منتظر ، ألحق بسكر تارية المستر (لوك) الذي كان يومئذ في طريقه إلى مصر كقنصل عام للحكومة البريطانية. وقد حفظت له وظيفته خلافا لما اعتادته الشركة خلال اضطلاعه بهذه المهمة كمن قد تسلمها فعلا في الهند.
أقلع المستر ريج في مطلع عام ١٨٠٤ على ظهر سفينة شحن تدعى هندستان للالتحاق بالمستر (لوك) في البحر الأبيض المتوسط ولكن النار شبت في هذه السفينة لسبب ما في خليج (روماس) في إيطاليا فالتجأ المستر ريج إلى شاطىء (قاتالونيا) مع الملّاحين ، ومن هناك استأنف