أقول :
فهل كان ابن روزبهان جاهلا بحال ابن الجوزي وكتابه؟!
ثمّ إنّه قد ينقل الحديث أو غيره من كتاب من الكتب ، ويظهر بعد المراجعة عدم وجوده فيه ... وبالعكس ، عندما يستدل العلّامة بحديث أو ينسب إلى القوم عقيدة أو قولا ، فينفي وجوده أو ما يفيده في الكتاب أو شيء من الكتب .. وهذه موارد من ذلك :
* ذكر العلّامة أقوالا للأشاعرة في الجواب عمّا أورد عليهم في مسألة الكسب ، فقال الفضل :
« وأمّا هذه الأقوال التي نقلها عن الأصحاب فما رأيناها في كتبهم ».
فذكر الشيخ المظفّر أنّها موجودة في شرح المقاصد.
والعجيب أنّه مع قوله : « فما رأيناها في كتبهم » يقول بالنسبة إلى القول الثاني من تلك الأقوال : « هو مذهب القاضي أبي بكر الباقلّاني من الأشاعرة » (١).
* وذكر الفضل قصّة زنا المغيرة ودرء عمر الحدّ عنه ، بنحو ينزّه فيه المغيرة عن ذلك الفعل الشنيع وعمر عن تعطيل حدّ الله فيه ، فقال :
__________________
(١) دلائل الصدق ١ / ٥٤٠ و ٥٤١ و ٥٤٧.