وكم من مورد ناقض الفضل فيه نفسه .. نكتفي من ذلك بذكر موردين :
* قال العلّامة طاب ثراه في مباحث أفضلية أمير المؤمنين عليهالسلام المستلزمة لإمامته : « المطلب الثاني : العلم. والناس كلّهم ـ بلا خلاف ـ عيال عليه في المعارف الحقيقية والعلوم اليقينية والأحكام الشرعية والقضايا النقلية ...
وروى الترمذي في صحيحه : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أنا مدينة العلم وعليّ بابها (١) ... » (٢).
فقال الفضل في جوابه : « ما ذكره من علم أمير المؤمنين ، فلا شكّ أنّه من علماء الأمّة ، والناس محتاجون إليه فيه ، وكيف لا؟! وهو وصيّ النبيّ في إبلاغ العلم وودائع حقائق المعارف ، فلا نزاع لأحد فيه.
وأمّا ما ذكره من صحيح الترمذي ، فصحيح (٣) ... » (٤).
__________________
(١) اللفظ الموجود فعلا في سنن الترمذي هو : « أنا دار الحكمة وعليّ بابها »
وجاء في ذيله : « وفي الباب عن ابن عبّاس » .. ومن المعروف أنّ
حديث ابن عبّاس هو : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها »
كما في مصادر الحديث ، وقد ذكر ابن حجر هذا الحديث نقلا عن الترمذي وغيره.
انظر : سنن الترمذي ٥ / ٥٩٦ ح ٣٧٢٣ ، الصواعق المحرقة : ١٨٩.
(٢) نهج الحقّ : ٢٣٥ ـ ٢٣٦ ، وانظر : دلائل الصدق ٢ / ٥١٥.
(٣) نقل غير واحد من علماء الشيعة والسنّة
حديث : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها »
من صحيح الترمذي وصرّحوا وأقرّوا بوجوده فيه وبصحّته ، لكنّ هذا الحديث غير موجود في نسخ صحيح الترمذي المتداولة اليوم ، فهو من الأحاديث الصحيحة التي أسقطتها يد الخيانة والعداء لأهل البيت عليهمالسلام من الصحاح والمسانيد والسنن!
وقد تقدّم تخريج الحديث في صفحة ٣٩ ه ٦ وصفحة ٤٠ ه ١ ؛ فراجع.
(٤) دلائل الصدق ٢ / ٥١٥.