قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دلائل الصدق لنهج الحق [ ج ١ ]

111/307
*

وهل يمكن أن يوثّقه أحد منهم أو يثني عليه ، كما فعلوا مع هذا الرجس الخبيث المنافق؟!

وما أصدق قول القائل [ من الكامل ] :

ما المسلمون بأمّة لمحمّد

كلّا ، ولكن أمّة لعتيق

ولكن لا عجب من احتجاجهم بروايته وتوثيقه ، فإنّ من كان أئمّته وخلفاؤه يأنسون بهجاء سيّد النبيّين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحقيق أن يتّخذ هذا الشيطان المارد حجّة دينه! (١).

__________________

(١) فإنّ يزيد بن معاوية لعنه الله تمثّل بأبيات ابن الزبعرى حينما جيء إليه برأس الإمام الحسين عليه‌السلام ووضع بين يديه ، فافتخر بفعلته وأنكر الوحي والنبوّة! قائلا :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

فأهلّوا واستهلّوا فرحا

ثمّ قالوا : يا يزيد لا تشل

قد قتلنا القرم من ساداتهم

وعدلناه ببدر فاعتدل

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل

لست من خندف إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل

انظر : مقاتل الطالبيّين : ١١٩ ، المنتظم ٤ / ١٥٨ حوادث سنة ٦١ ه‍ ، البداية والنهاية ٨ / ١٥٤ و ١٦٣ و ١٧٩ حوادث سنة ٦١ ه‍.

والوليد بن يزيد بن عبد الملك لعنه الله ، أنشد شعرا ألحد فيه لمّا ذكر فيه أنّ الوحي لم يأت النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلم يمهل بعده إلّا أيّاما حتّى قتل ... قال :

تلعّب بالخلافة هاشميّ

بلا وحي أتاه ولا كتاب

فقل لله يمنعني طعامي ،

وقل لله يمنعني شرابي!

ورويت له أشعار أنكر فيها الضروريّ ، وبان فيها ارتداده وكفره ، كقوله :

أدنيا منّي خليلي

عبدلا دون الإزار

فلقد أيقنت أنّي

غير مبعوث لنار

واتركا من يطلب الجنّ

ة يسعى في خسار

سأروض الناس حتّى

يركبوا دين الحمار

وكان قد قرأ ذات يوم : ( وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرائِهِ